برّي وصراع البقاء: هل يترشّح للنيابة؟
|
|
محلي
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
272 views
|
|
|
nidaalwatan
|
Source:
|
-
|
|
|
+
|
|
|
تطغى الملفات الكبيرة على الساحة اللبنانية. وتتراكم المشاكل والهموم من أمنية إلى سياسية واقتصادية. ولا وقت للتفكير بملفات قد تكون مهمة، لكن لم يحن أوانها بعد، خصوصًا بعد الحرب الإسرائيلية - الإيرانية وانتظار تداعياتها على لبنان.
أجرت الحكومة اللبنانية استحقاق الانتخابات البلدية بعد ثلاثة تمديدات. وسقطت كل الموانع التي تدفع إلى تأجيلها مرة رابعة. وتستعدّ البلاد بعد 11 شهرًا لإجراء الانتخابات النيابية التي ستكون مفصلية، إذا سمحت ظروف البلد والمنطقة بذلك.
انتخب العماد ميشال عون رئيسًا في 31 تشرين الأول 2016، وصرّح بعدها أن عهده ينطلق بعد الانتخابات النيابية في أيار 2018. واليوم، يشهد لبنان عهدًا جديدًا قد لا يشارك مباشرةً في الانتخابات النيابية بشكل مباشر، لكن بطبيعة الحال ستؤثّر النتائج سلبًا أو إيجابًا على مسيرته.
وبعيدًا عن الجهة التي ستفوز في الانتخابات في زمن التحولات الكبرى في لبنان والمنطقة، هناك سؤال كبير يطرح عن مستقبل رئيس مجلس النواب نبيه برّي، وما إذا كان سيترشّح مجددًا للانتخابات النيابية، أم أنه يعتزم اختتام مسيرته البرلمانية والسياسية.
لا يُحسد برّي على الحمل الثقيل الذي يلقى على كاهله. وقد يكون مستقبل الطائفة الشيعية مرتبطًا بخياراته بعد اغتيال الأمين العام لـ "ح زب الله" السيد حسن نصرالله وتدمير البنية العسكرية لـ "الحزب"، ومسح قسم لا يستهان به من القرى الحدودية وضرب البيئة الشيعية، وضعف النظام الإيراني وتهديده بالسقوط بعد الضربات الإسرائيلية والأميركية التي تلقاها.
ويشبه وضع برّي في هذه المرحلة وضع الرئيس كميل شمعون بعد اغتيال الرئيس الشهيد بشير الجميّل، مع فارق كبير بين الشخصيتين من حيث الدور والحجم والوزن والأداء السياسي والوطني. كان اغتيال الجميّل صدمة للمسيحيين وحلمًا ضاع، وهذا الجرح ما زال في الذاكرة المسيحية حتى اليوم. حاول شمعون وقف الانهيار وتثبيت الوجود المسيحي على الخريطة السياسية، مستفيدًا من هالته وعلاقاته الدولية والداخلية كرئيس للجبهة اللبنانية، وحاول تمرير المرحلة بأقل خسائر ممكنة.ويعتبر وضع برّي اليوم أصعب بكثير من وضع المسيحيين في تلك المرحلة، على رغم ثقل الخسارة، وللمفارقة، فإن النكبة التي أصابت المسيحيين حصلت بعدما تخطّى شمعون عتبة الثمانين عامًا، بينما تجاوز برّي عتبة الـ 86 عامًا عندما بدأت نكبة الشيعة بدخول "حزب الله" حرب الإسناد في 7 تشرين الأول 2023، ويحاول معالجة كل تبعاتها.
كبر برّي وشاخ، وابن الـ 87 عامًا (على الهوية مواليد 1938، لكنه يُصرّح في كتابه أنه مواليد 1936 وتأخّر أهله في تسجيله عامين، بعدما دوّن والده تاريخ ميلاده على نسخة من القرآن كي لا ينساه)، لم يعد قادرًا على مواجهة التحديات الكبرى، فالعمر له حقّ، لذلك يطرح جديًا ما إذا كان الرجل الذي ولد عام 1936، وتدرّج داخل حركة "أمل" وتولى زمام القيادة بعد اختفاء الإمام موسى الصدر، سيكون قادرًا على استكمال مسيرته السياسية.
مهما حاول "ح زب الله" الظهور بمظهر المنتصر أو غير المهزوم، فالوقائع تثبت غير ذلك على رغم المكابرة. يستطيع برّي الحفاظ على دور طائفته ضمن الحدود المرسومة لها داخل النظام، لكن نظرية "الطائفة الحاكمة" سقطت إلى غير رجعة خصوصاً مع إنهيار أسطورة طهران.
يتربّع برّي على عرش رئاسة البرلمان منذ عام 1992. وفاز في الانتخابات النيابية في دورات 1992 و1996 و2000 و2005 و2010 و2018 و2022، أي توج نائبًا 7 مرّات وهذا رقم قياسي.
وبمجرّد عدم ترشّح برّي إلى انتخابات 2026، يعني ذلك حكمًا خروجه من نادي المرشحين إلى رئاسة مجلس النواب، علمًا أن لا منافس له طوال المرحلة الماضية. حتى الرئيس حسين الحسيني لم يدخل من ضمن منافسيه بعد "اتفاق الطائف".عوامل كثيرة تمنع برّي من الترشّح مجددًا إلى النيابة في دائرة صور - الزهراني، العامل الأول هو كبر سنّه، رغم أنه ما زال بوعيه، إلا أنّ عامل العمر قد يقف حجر عثرة. العامل الثاني هو الرغبة الداخلية في التغيير، حتى داخل حركة "أمل" هناك من يسأل عن وريث. العامل الثالث قد يكون وضعه على لائحة العقوبات الأميركية، والعامل الرابع هو سلوكه الإعتباطي في رئاسة مجلس النواب وظهر هذا الأمر بوضوع في مسألة إنتخاب المغتربين، وبالتالي يصعب عندها انتخاب رئيس مجلس معاقب أميركيًا، ولن يقبل بعودته نائبًا من دون ترؤسه المجلس.
وإذا كانت أسباب عدم الترشّح واضحة، إلا أن المآسي التي تمرّ بها الطائفة الشيعية وغياب نصرالله والضياع الحاصل، عوامل قد تدفع برّي إلى البقاء في دائرة الأضواء والزعامة، لأن غيابه سيؤدي إلى تراجع الدور الشيعي، وسط تأكيدات من داخل "أمل" أن برّي باق ومهمة البحث عن وريث لا تزال باكرة.
الآن سركيس - "نداء الوطن"
|
|
|
|
|
يلفت موقع "اخر الاخبار" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره
|
|
|