تستعدّ طرابلس لمعركة انتخابية بلدية حامية الأحد المقبل وربما تكون الأولى في تاريخها من حيث عدد المرشحين وكمّية اللوائح الانتخابية المتنافسة.
يمكن الحديث عن مجلس بلدي معطل أو مشلول في طرابلس منذ عام 2010 حتى يومنا هذا، ففي انتخابات 2010 فاز مجلس بلدي نتيجة تحالف سياسي جمع مختلف الأطراف السياسية في المدينة ما لبث أن انفجر بعد مدة قليلة ما أدى إلى تعطيل المجلس البلدي، وفي عام 2016 فاجأ اللواء أشرف ريفي الأطراف السياسية المجتمعة ضده وفاز بأغلبية أعضاء المجلس، لتعصف الخلافات من الجديد بعد أشهر ويصل المجلس إلى حدّ الشلل وهذه المرة ترافقت مع دعاوى وقرارات قضائية تقيل رئيساً وتضع رئيساً آخر لتعود وتقيله.
اليوم ومع اقتراب موعد الانتخابات وبعد ابتعاد السياسيين في المرحلة الأولى خوفاً من تأثيرها على حضورهم الشعبي، بحيث لا يريدون أن يقيسوا شعبيتهم قبل عام من الانتخابات ولا يريدون أن يقفوا بوجه العائلات من جهة أخرى، أدى الأمر إلى انفجار بالترشيح وأقفل الباب على أكثر من 180 مرشحاً على 24 مقعداً، بما يعني أن جميع عائلات طرابلس مرشحة.
6 لوائح انتخابية شكلت حتى الساعة في عاصمة الشمال، الأولى تحت اسم "رؤية طرابلس" التوافقية برئاسة عبد الحميد كريمة، وهي تحظى بدعم النواب أشرف ريفي وفيصل كرامي وطه ناجي وعبد الكريم كبارة، الثانية باسم "نسيج طرابلس" برئاسة وائل زمرلي وتحظى بدعم النائب إيهاب مطر، وثالثة باسم "لطرابلس ونهضتها" وتدعمها الجماعة الإسلامية ومجموعة "حراس المدينة" برئاسة خالد تدمري أما اللائحة الرابعة "للفيحاء" برئاسة سامر دبليز فهي غير مكتملة وتضم 15 مرشحاً فقط وهي مدعومة من ناشطين في المجتمع المدني معروفين على المستوى المحلي وبعيدين عن السياسيين التقلديين، والخامسة تحت اسم لائحة "سوا لإنقاذ طرابلس" وتضم 21 مرشحاً برئاسة محمد المجذوب، والمفارقة أن هذه اللائحة لا تضم أياً من المرشحين المسيحين، أما السادسة والأخيرة التي أعلنت مساء الأربعاء فهي باسم "طرابلس عاصمة" وتضم 23 مرشحاً برئاسة أحمد ذوق وهي لائحة عائلية بامتياز.
وسجلت مفارقة غريبة في هذه الانتخابات وهو ترشّح 5 مسيحيين فقط على المجلس البلدي، فيما العرف يقضي بأن يكون 3 أعضاء مسيحيين وعضو علوي في المجلس، ووفقاً لهذا الأساس لم تستطيع 3 لوائح ضم مرشحين مسيحيين نتيجة انضمام هؤلاء الخمسة إلى 3 لوائح شُكّلوا قبل مدة، وهنا تعود من جديد قضية تمثيل الأقليات إلى الواجهة مع تخوف من خلوّ المجلس البلدي من أيّ تمثيل مسيحي أو علوي كما جرى في 2016، هذا بالإضافة الى أن تعدّد اللوائح وتشتت الأصوات سيؤديان الى فوز خليط من أكثر من لائحة وسيكون على حساب الأقليات لكونها الفئة الأضعف.
إلى ذلك وعكس ما يشاع عن قلة حماسة الناخب، يمكن أن تشهد هذا الانتخابات كثافة مشاركة قلّ نظيرها بسبب انخراط جميع العائلات في الصراع الانتخابي وحشدها لأفرادها.
|