من الديمان والتحذير الشديد الدلالات للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من طرح الشغور الرئاسي كأمر مرفوض من أساسه ، الى معراب والمواقف اللاهبة المتفجرة التي اطلقها رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع من العهد العوني “والرئيس الأضعف في تاريخ لبنان والرئيس الخاضع الخانع” واشهاره التحدي القاطع لمنع المجيء برئيس من المعسكر “الممانع” واطلاقه النداء الملح لسائر نواب القوى المعارضة لايصال رئيس انقاذي وتحميلهم مسؤولية عدم ايصاله ، الى المبادرة النيابية ل”تكتل النواب التغييريين” بتحرك شامل بين جميع الكتل النيابية على أساس لائحة مواصفات رئاسية انقاذية من خارج الانقسامات ، يمكن القول ان الاستحقاق الرئاسي تلقى جرعة التحريك الحارة الأولى من مراجع وقوى سيادية تغييرية رسمت معالم أساسية للاتجاهات والمواقف المبدئية والعملية التي تمثلها هذه القوى والمرجعيات .
وفي تصعيد اضافي، قال جعجع: لا نريد رئيساً منهم، فلهم لبنانهم ولنا لبناننا، ووصف عهد الرئيس عون بأنه اضعف رئيس في تاريخ لبنان، باعتبار انه خاضع، وضحى بشعبه ووطنه خدمة لملاحه الشخصية» وبدا جعجع مركزا على الحؤول دون وصول باسيل او من يرشحه لموقع الرئاسة الاولى.
وتوجه، الى اللبنانيين بالقول: «أيها اللبنانيون، لهم لبنانُهم، ولنا لبنانُنا. بكل بساطة ومن الآخر: لبنانهم هو لبنان محور الممانعة وحلفاؤهم، الذي نعيشه اليوم في التمام والكمال، بينما لبناننا فرأيناه وعشناه جزئياً في مرحلة انتفاضة الاستقلال لأنّ محور الممانعة كان موجوداً وذات تأثير بشكل أو بآخر»، مضيفاً «لبنانهم لبنان الفوضى والخراب والدمار والفقر واللادولة، فيما لبنانُنا النظام والعمران والتقدم والحضارة والبحبوحة، والدولة».
وأضاف «في لبنانُهم، كله نسبيّ، نسبةً لمصالح حزب الله، لا لمصالح الشعب اللبناني، لذا التفاوض غير المباشر مع العدو مشروع، أمّا التفاوض المباشر مع شقيقهم بشار الأسد فغير مشروع لأنه يحْرُم «حزب الله» من علّة وجوده، ولو كان هذا التفاوض يعيد مزارع شبعا وتلال كفرشوبا للبنان».
وتابع «يعطّلون تشكيل حكومة جديدة، ويتحضرون كما دائماً لتعطيل الانتخابات الرئاسية، والأكيد المؤكد أن ذلك ليس من أجل طرح خطة إصلاحية معيّنة بلّ محاولة بالإتيان برئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أو «حدا من عندو» رئيس للجمهورية خلفاً لرئيس الجمهورية ميشال عون».
وهذا يشكل تطورا بارزا في انتظار رصد تردداته لدى القوى الداخلية الأخرى في قابل الساعات والأيام علما ان مجمل هذه المواقف والاتجاهات لم تبلغ بعد درجة التسميات او طرح مرشحين ، كما ان المؤشرات لا تزال “مبكرة” حيال توقع توجيه رئيس مجلس النواب نبيه بري الدعوة الأولى الى جلسة انتخابية رئاسية في اطار المهلة الدستورية التي بدأت في اول أيلول .
ولكن بداية توهج التطورات المتصلة بالاستحقاق الرئاسي لم تحجب التطور الاخر الذي نافسها وهو الاستعدادات لجولة جديدة قد تحمل تطورات متقدمة في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل بعدما ثبث ان الوسيط الأميركي في ملف الترسيم البحري آموس هوكشتاين سيصل الى بيروت في نهاية الأسبوع الحالي .
|