الراعي حذر من تعطيل الإنتخابات: الولاء مثل الحياد شرطان أساسيان لنجاح الشراكة والمساواة

محلي
16-1-2022 |  11:54 AM
الراعي حذر من تعطيل الإنتخابات: الولاء مثل الحياد شرطان أساسيان لنجاح الشراكة والمساواة
1058 views
Source:
-
|
+

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة، بعنوان "تعاليا وانظرا"، قال فيها: "عندما سمع تلميذا يوحنا المعمدان أن يسوع المار من هناك هو حمل الله، تبعاه. وإذ رآهما قال لهما: ماذا تريدان؟ وكان جوابهما: يا معلم، أين تقيم؟، فقال: تعاليا وانظرا. إنه اللقاء الشخصي مع يسوع الذي يكشف ويبدل، كما جرى لإندراوس ولسمعان بطرس، ومن بعدهما لفيليبس ونتنائيل، كما سنرى. كم أن كل إنسان يأتي إلى العالم بحاجة إلى مثل هذا اللقاء الوجداني بالمسيح، لكي يكتشفه، ولكي يتيح للرب يسوع إمكانية إظهار هويته ودوره في تصميم الله الخلاصي! في هذه الليتورجيا الإلهية، نلتمس نعمة هذا اللقاء.

وتابع: "هذه الدعوة موجهة إلى كل مسؤول في الكنيسة والمجتمع والدولة، لكي يكتشف سر المسيح الذي علمنا معنى السلطة، وهي بذل الذات والتفاني في سبيل الخير العام، الذي منه خير الجميع وخير كل شخص. من هذا المنطلق نتطلع مع كل اللبنانيين إلى الضرورة الماسة لإجراء الإنتخابات النيابية في أيار المقبل، لكي تقدم للوطن نخبا وطنية وأخلاقية جديدة، وأحزابا متجددة ورائدة، وقوى تغيير إيجابية، وشخصيات صالحة للمجلس النيابي تمثيلا وتشريعا. هكذا يكون المجلس النيابي الجديد قادرا على فرز حكومات وازنة تقدم نمط حكم جديد وشراكة وطنية حديثة. ونتطلع من بعدها إلى الإنتخابات الرئاسية في تشرين المقبل، لتكون معا خشبة خلاص للبنان وشعبه من مآسيه المتراكمة والمستمرة، وليشعر كل مكون لبناني أنه شريك كامل في الوطن والسلطة المركزية والمناطقية، وذلك في إطار الولاء المطلق للبنان. فالولاء مثل الحياد شرطان أساسيان لنجاح الشراكة والمساواة الوطنيتين".
 
أضاف: "لذا، نحض جميع القوى السياسية، الحزبية والمنتفضة، على تغليب مصلحة لبنان العليا، وعلى أن تخوض من مواقعها المتمايزة الانتخابات النيابية المقبلة بنية التغيير لا الإلغاء. لا أحد يستطيع ادعاء اختصار إرادة المواطنين وتمثيلهم. لكن لا بد للانتخابات، بالمقابل، من أن تكون مناسبة ديموقراطية لمحاسبة كل من ورط البلاد في الفساد المالي، والانحراف الوطني، والانهيار الاقتصاديِ، والتدهور الاخلاقي والانحطاط الحضاري، والجنوح القضائي، وتسبب بتعطيل المؤسسات وبهجرة الشباب والعائلات وبتحطيم الدولة".
 
وقال: "حذار من اللجوء إلى تعطيل هذه الإنتخابات النيابية والرئاسية لأهداف خاصة مشبوهة. فتعطيل الحكومة، والتصعيد السياسي والإعلامي المتزايد، والاستفزاز المتواصل، واختلاق المشاكل الدبلوماسية، وتسخير القضاء للنيل كيديا من الأخصام، وقلب الأولويات لا تطمئن لا الشعب ولا أشقاء لبنان وأصدقاءه. ولا يمكن إتخاذها ذريعة لتأجيل الإنتخابات أو إلغائها. فهذا انتهاك واضح للدستور. لا أولوية اليوم غير انعقاد مجلس الوزراء، ولا ذريعة أمام المعطلين، ولا عذر أمام التخلف عن دعوته. أما وقد تقررت دعوته إلى الانعقاد في جلسة مشروطة، مع الأسف، ببندي الموازنة والتعافي الاقتصادي، فنأمل أن يكون ذلك مدخلا إلى الانعقاد الدائم ومن دون شروط. ففي النظام الديمقراطي، السلطة الإجرائية تعمل وفقا لصلاحياتها في الدستور، من دون أي ضغط أو شرط مخالف ومفروض عليها.
 
وختم الراعي: "إنجيل الشهادات يدعونا لنعرف ونختبر سر المسيح، ونشهد له؛ ويدعو المسؤولين السياسيين فوق ذلك لمعرفة جمال هوية لبنان ورسالته في بيئته المشرقية، والشهادة له برفع شأنه وإعادة إصلاحه، تمجيدا لله، الواحد والثالوث، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد".
 
بعد القداس، استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الإلهية.

محلي

يلفت موقع "اخر الاخبار" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره