الفخ الأمريكي

محلي
29-4-2021 |  01:50 PM
الفخ الأمريكي
1531 views
Source:
-
|
+

شباب تراودهم أحلام اليقظة، عملة رقمية تستثمر بها فتصبح مليونيراً دون أي جهد.
سنكون شاهدين على جيل من المليونيرات، فلبنان على أبواب مجد لم نراه من قبل، ستتدفق الأموال ال'fresh'، سنغرق بالدولارات، سترتفع أسعار الشقق وستعج شوارعنا بالسيارات الفاخرة.
كم هي جميلة أحلامنا! تخيلوا بلداً ٤٠٪؜ من سكانه هم مليونيرات عندها لن نحتاج إلى التنقيب عن النفط لأنه سيكون لدينا ما يكفينا من الدولار.

الولايات المتحدة الأمريكية هي أقوى وأعظم دولة في العالم. فهي تتحكم بالصين الأقوى اقتصادياً و روسيا التي تضاهيها بالقوة العسكرية من خلال الدولار وسيطرتها على النظام المصرفي في العالم؛ فهي تستطيع أن تقفل أي مصرف أو أن تجمد أموال أي شخص في الكرة الأرضية بقرار واحد.
عندما نشأت العملات، كان يحق لأي دولة أن تطبع من العملات ما يعادل احتياطها من الذهب وأي زيادة في الطبع تأثر سلباً على قيمة العملة نفسها. خالفت أمريكا هذه القاعدة وقامت بطباعة العملة بكميات أكبر من احتياطها بكثير ولكن لم يأثر ذلك على قيمة الدولار كونه أصبح العملة العالمية الوحيدة، فأي شخص على الكرة الأرضية يدخر من هذه العملة.

زادت أمريكا تشديدها مؤخراً، ففرضت قيوداً كثيرة على جميع المصارف في العالم وذلك يمكنك ملاحظته إن كنت عميلًا بأي بنك وتحاول وضع شيك في حسابك ليتبين لك أنه عليك اظهار فاتورة ومبرر لمصدر المال وإذا كنت تحاول تحويل ثمن بضاعة إلى الخارج فعليك اظهار أوراق الشحن وتأكيد ماهية الحوالة؛ فتخيل أي شخص لديه أموالًا غير شرعية ويحاول ادخالها إلى حسابه كم سيكون ذلك صعباً بل شبه مستحيل.

ظهرت العملة الرقمية حديثاً وبطريقةٍ ما أصبحت موضة، فارتفع بعضها الى أرقام خيالية والتوقعات بوصولها إلى أرقام أكبر بكثير ومعظمها لا تقف وراءها دولاً بل أشخاصاً و شركات.
كما يعتبر الون ماسك، والذي تمول النازا بعض شركاته، أكثر الداعمين لهذه العملات وكان له الفضل في مواصلة ارتفاعها في الآونة الأخيرة .
من جهةٍ أخرى، تعتبر العملة الرقمية هي الحلم الأكبر للصين التي تسعى لكسر سيطرة أمريكا على البنوك في العالم. كما هي الحلم الكبير للمافيا والمنظمات الارهابية التي لن تحتاج الى غسيل أموالها، فيكفيها أن تشتري عملة رقمية لا يمكن لأحد أن يقتفي أثرها .
ليس هناك أي جدوى بعد اليوم من العقوبات الامريكية، فإن كنت تغرد خارج السرب الأمريكي، اسحب أموالك من البنوك واشتري عملة رقمية واخلد الى النوم مطمئن البال وحقق أرباحاً طائلة.
إضافة إلى ذلك، ان كان هناك خلية ارهابية داخل امريكا وتحتاج إلى ١٠ ملايين دولار لتنفيذ عمل ارهابي، كان استحصالها على هذا المبلغ داخل الولايات المتحدة مستحيل قبل وجود العملة الرقمية أما اليوم فتستطيع تحويله من دون أن يعلم أي أحد بذلك.
ببساطة تامة، يمكننا القول أن العملة الرقمية تمثل أرض الميعاد لأعداء أمريكا .
إن كان مستقبل العالم هو العملة الرقمية فالأكيد هو توجّه الجميع إلى استبدال الدولار بهذه العملات، فالدولار يعيش آخر أيامه والأكيد أن القطاع المصرفي في الولايات المتحدة والعالم يتجه إلى الإفلاس وقيمة العملات الورقية أيًا كانت ستختفي.
هذه الفرضية يراهن عليها الكثير من الأشخاص حول العالم وأكثرهم من الشباب الذين وضعوا معظم مدخراتهم في العملات الرقمية متخلين عن الدولار.
في سنة ١٩٣٣، فقد الأمريكيين ثقتهم في الدولار وأصبحوا يدخرون الذهب بدل العملة الورقية، وأثّر ذلك سلباً على قيمة الدولار فما كان من الأمريكان حتى أصدروا قراراً بتجريم اقتناء الذهب فارضين عليها عقوبة.
ما هو واضح ان مصلحة أمريكا اليوم بما اَلت إليه العملة الرقمية وقد تكون هي نفسها وراء بعض العملات فهذه العملات هي فخ أمريكي لإغراء أعدائها فبعد أن أقفلت بوجهم جميع السبل للتصرف بالأموال غير الشرعية، فتحت لهم نافذة العملات الرقمية كأنها تحاول جمع كل الأموال غير الشرعية إستعداداً لِمَحيها.

من المؤكد أنه سيأتي يوم وتصدر فيه أمريكا قانونًا بمنع التعامل بهذه العملات أو أي صيغة أخرى، وعندها ستختفي هذه العملات وتأخذ معها أموال كل من يشكل تهديداً على أمريكا. أما أحلام ومدخرات الكثير من الشباب حول العالم سيتم اعتبارها أضرارا جانبية.

مارك فارس -

محلي

يلفت موقع "اخر الاخبار" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره