عون ومعركة سلامة: حان موعد التغيير

محلي
26-1-2021 |  10:05 AM
عون ومعركة سلامة: حان موعد التغيير
1085 views
al-akhbar Source:
-
|
+
كتبت صحيفة " الأخبار " تقول : التحقيق السويسري هو الضربة الأقسى التي تعرّض لها حاكم مصرف ‏لبنان رياض سلامة. لم يعد الرجل الذي لا يُمس. بعد تحطّم صورته منذ بدء ‏الانهيار النقدي والمالي، أتى فتح الادعاء العام السويسري تحقيقاً قضائياً ‏بشأن تحويلاته ليمنح رئيس الجمهورية ورقة يمكنه استخدامها في معركته ‏لتغيير سلامة، كما في مفاوضات تأليف الحكومة

ما إن بات حاكم مصرف لبنان خبراً عاجلاً نتيجة فتح القضاء السويسري تحقيقاً حول العمليات المصرفية التي قام بها، ‏حتى كرّت سبحة المعلومات التي تنكشف يومياً حوله. فالرجل الذي كان "الأقوى" والحاكم بأمره قبل أشهر قليلة، بات ‏اليوم في معركة "وجودية" يسعى للخروج منها بأقلّ الخسائر المعنوية المُمكنة. يُصرّ على أن يودع ملفّه لدى مكتب ‏المدعي العام السويسري، من دون أن يستمع حتى الساعة إلى "نصيحة" من طلب منه العدول عن الفكرة، لأنّ ‏السلطات هناك "تملك معطيات وأدّلة كافية لتوريطه"، ولا سيّما بعد ورود معطيات تشي بأنّ الغطاء الأميركي الذي ‏كان ممنوحاً له، لم يعد ثابتاً كما في السابق. وفي هذا الإطار، كشفت معلومات عن أنّ مساعد وزير الخزانة الأميركية ‏لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب، مارشال بيلينغسلي، سأل قبل أشهر أحد المسؤولين المصرفيين السابقين (تربطه ‏علاقة قوية بالدولة الأميركية) عن علاقة سلامة بمساعدته ماريان الحويك، وطبيعة العمل بينهما، وإن كان يوجد ‏مصالح مشتركة‎.

من جهة أخرى، علمت "الأخبار" أن سلامة، وفي جلسة الاستماع أمام النائب العام التمييزي القاضي غسان ‏عويدات الأسبوع الفائت، كرّر اقتناعه بأنّه لم يرتكب أي مخالفة قانونية، وأنه في حال كانت هناك أي مسؤولية ‏عليه، فهي مسؤولية "أخلاقية وليست قانونية". وحين سُئل عن تحويله أموالاً من حسابه في مصرف لبنان، ‏وتوظيفها في شركة مالية في بريطانيا، قال سلامة إنّه حصل على "موافقة المجلس المركزي السابق ليتمكن من ‏توظيف المبالغ في الخارج". إلا أنّ أكثر من عضو في المجلس المركزي السابق نفى لـ"الأخبار" أن تكون قد ‏تمّت مناقشة تحويلات سلامة وتوظيفه أمواله الخاصة في أي من الجلسات التي عُقدت‎.

النقطة الثانية التي شملها التحقيق هي وضع شركة‎ "Optimum invest" ‎المالية. تقول مصادر من المجلس ‏المركزي السابق إنّه "وافقنا على عقد العمل معها بعد طلب سلامة ذلك. ولكن حين ورد من هيئة الرقابة على ‏الأسواق المالية أنّ هذه الشركة تُخالف القوانين، طلبنا إجراء تحقيق شمل 12 مصرفاً لبنانياً". تبيّن نتيجة التحقيق ‏الذي أجرته "وحدة الرقابة" في هيئة الأسواق المالية أنّ عدداً من المديرين داخل المصارف كانوا يُتمّون صفقات ‏بيع سندات الدين بالعملات الأجنبية لمصارفهم بأسعار تفوق السعر الحقيقي، "ويتقاسمون العمولة مع الشركة ‏المالية. أدّى التحقيق إلى طرد عدد من هؤلاء المديرين، لكن عند عرض التقرير أمام الحاكم في إحدى جلسات ‏المجلس المركزي، رفض إنهاء عقد العمل معها". وبحسب المعلومات، فإنّ علاقة عمل تربط مُديراً تنفيذياً في ‏‏"المركزي" وشقيق الحاكم، رجا سلامة‎.

أما النقطة الثالثة، فهي سؤال الحاكم عن تعيين شقيقه رجا عضو مجلس إدارة في الشركة المالية التي أسّسها ‏مصرف‎ "HSBC"‎، وكان بحُكم وظيفته يقوم بتحويل أموال من الخارج إلى الداخل ثمّ يُعيد تحويلها إلى الخارج. ‏وهو ما تنطبق عليه المادة الأولى، البند 9، من القانون الرقم 44، أي قانون "مكافحة تبييض الأموال وتمويل ‏الإرهاب"، وفقاً لمسؤول في هيئة رقابية، وأن ذلك يندرج تحت خانة الأموال غير المشروعة و"الفساد بما في ‏ذلك الرشوة وصرف النفوذ والاختلاس واستثمار الوظيفة وإساءة استعمال السلطة والإثراء غير المشروع"، ‏فضلاً عن أنّ استغلال سلامة لمنصبه، والحسابات في مصرف لبنان للقيام بتوظيفات استثمارية ومراكمة ثروته ‏وإجراء تحويلات لحساب أحد الموظفين في "المركزي"، يُعتبر خرقاً للقانون الرقم 160: "حظر الاستغلال ‏الشخصي للمعلومات المميزة في التعامل بالأسواق المالية‎".

ثمة محاولات اليوم لتوسيع إطار التحقيقات التي انطلقت من مصرفي "يوليوس باير" و‎"LGT" ‎في سويسرا، ‏لتشمل حسابات في بريطانيا وفرنسا. وبحسب المعلومات، لم تجد باريس حتى الساعة "حسابات مشبوهة في ‏مصارفها"، لكنّ ذلك لم يمنع استكمال التحقيقات في سويسرا، رغم إصرار مصادر مُطلعة على الموقف الفرنسي ‏على التمسّك بـ"الحذر" من مسار القضية، و"حصول ما قد يؤدّي إلى كبحها سياسياً‎".

لبنانياً، يُصرّ الرئيس ميشال عون على متابعة التحقيقات بالتفاصيل، وعلى أن تكون بداية لفرض التدقيق الجنائي ‏في حسابات مصرف لبنان من دون استثناء أي حسابات؛ فهو يعتبرها الفرصة الأمثل لتغيير حاكم المصرف ‏المركزي. وقد أصبحت القصة، بالنسبة إلى بعبدا، جزءاً من صراع تأليف الحكومة الجديدة. وينتظر عون، إما ‏‏"اعتذار الرئيس سعد الحريري أو أن يتقدّم بمسودة حكومة جديدة"، على ما تقول المصادر. فقد باتت المسألة ‏بمثابة لعبة "عضّ أصابع" بين عون من جهة، والحريري من جهة أخرى، ولا سيما أن مُقرّبين من عون يقرأون ‏‏"موقف السعودية تجاه الحريري بكثير من الاهتمام؛ اذ تشير المعلومات إلى أن لقاء رئيس الحكومة المكلّف عائلته ‏في الامارات جاء بعد فشل محاولات أبو ظبي ترتيب العلاقة بينه وبين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان‎".

محلي

يلفت موقع "اخر الاخبار" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره