الراعي: نصلي من أجل كل مسؤول لكي يعي موجبات سلطته في خدمة الخير العام

محلي
19-5-2019 |  12:08 PM
الراعي: نصلي من أجل كل مسؤول لكي يعي موجبات سلطته في خدمة الخير العام
941 views
Source:
-
|
+
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح كابيلا القيامة، رفع فيه الصلاة لراحة نفس المثلث الرحمة البطريرك مار نصر الله بطرس صفير ومثلث الرحمة المطران رولان ابو جودة، عاونه فيه المطرانان رفيق الورشا وحنا علوان ولفيف من الكهنة.

بعد الانجيل المقدس، ألقى البطريرك الراعي عظة بعنوان: "يا سمعان بن يونا أتحبني أكثر من هؤلاء؟ارع خرافي" قال فيها: "يا سمعان بن يونا أتحبني أكثر من هؤلاء؟ إرع خرافي" قال فيها: "سؤال الرب المثلث لسمعان - بطرس هدف إلى ثلاثة: تذكيره بنكرانه ثلاث مرات، والتأكيد له عن غفرانه، واعتبار حبه ليسوع أساسا أصيلا لتسليمه رعاية خرافه. لقد ندم بطرس على نكرانه ليسوع، "وبكى بكاء مرا" . فغفر له الرب، إذ تأكد من الحب الكبير الذي في قلبه، فاختاره لينقل محبته إلى جميع الناس الذين افتداهم بموته على الصليب، سالكا طريق الألم، إذ قال له: "إتبعني!"

اضاف: "نقدم الذبيحة الإلهية اليوم، مع صلاة وضع البخور في نهايتها، لراحة المثلثي الرحمة أبينا البطريرك الكردينال مار نصرالله بطرس صفير، وأخينا المطران رولان أبو جوده. وقد دعاهما الله إليه في غضون أسبوع، للدلالة على اتحادهما بالمحبة والخدمة المتفانية في البطريركية مدة أربع وأربعين سنة، قائمة على الصلاة والتجرد والعطاء بدون حساب. نسأل الله أن يشركهما في وليمة عرس الحمل، وهما متشحان بثوب النعمة الناصع البياض".

وقال: "سؤال الرب يسوع إياه موجه إلى كل واحد من الذين دعاهم الى الدرجة المقدسة في الشماسية والكهنوت والأسقفية. فإذ يشركهم الكاهن الأزلي و "راعي الرعاة" يسوع المسيح في سلطانه الكهنوتي المثلث: التعليم والتقديس والرعاية، إنما يشركهم أولا في رسالة محبته وخدمته المتفانية والمضحية وحمل صليب الفداء. والسؤال موجه إلى كل الذين واللواتي دعاهم المسيح للسير على خطاه إلى المحبة الكاملة في الحالة الرهبانية عبر نذور الطاعة والعفة والفقر. فمن واجب المسؤولين الكنسيين، أكانوا في الرعية أم في الأبرشية أم في الرهبانية، أن يعتبروا أن النفوس هي "خراف المسيح" التي افتداها بدمه، لا خرافهم هم، ما يعني خدمتها ومقاربتها بروح المسيح "الراعي الصالح الذي يبذل نفسه فدى عن الخراف".

والسؤال موجه أيضا إلى كل مسؤول في المجتمع والدولة، وفقا لنوع مسؤوليته ودرجتها. فرسالتهم إنما هي ممارسة مسؤوليتهم وسلطتهم بحب وبروح الخدمة والعمل الدؤوب من أجل توفير الخير العام، الذي منه خير جميع المواطنين وكل مواطن. هذا الخير العام يوفره المسؤولون عندما يشمل كلا من الشأن الاقتصادي والاجتماعي والتشريعي والاداري والثقافي. فتتأمن هكذا أوضاع الحياة الاجتماعية التي تمكن الأشخاص والجماعات من تحقيق ذواتهم تحقيقا أفضل

اضاف: "واضح من هذه الصفحة الإنجيلية، أن المسيح جعل محبته شرطا أساسيا في قلب من تسند إليه سلطة في الكنيسة. هذا الشرط مطلوب أيضا في قلب كل مسيحي يتولى سلطة في المجتمع أو في الدولة، لأن السلطة من التدبير الإلهي. فالله الخالق وضع للعالم نظاما لكي يعيش الناس والشعوب في سلام، ويتفاهموا ويرعوا شؤون مدينة الأرض، فينعم الجميع بالخير والعدل .

تعلم الكنيسة أن السلطة السياسية لا تأخذ شرعيتها الأخلاقية من ذاتها بل من سعيها إلى تأمين الخير العام بالوسائل الجائزة أخلاقيا، أي على قاعدة الخير لا الشر، والعدل لا الظلم، والعدالة الاجتماعية لا الإقصاء والمحسوبية.

وعلم الرب يسوع أن السلطة خدمة وبذل للذات في سبيل الجميع، وهي تفقد جوهرها وغاية وجودها ومبررها، إذا أصبحت تسلطا .

وختم الراعي: "إننا نصلي إلى الله من أجل كل مسؤول في الكنيسة والمجتمع والدولة، لكي يعي موجبات سلطته تجاه الله والناس، ويهتدي بأنوار الروح القدس في فن خدمة الخير العام بالتفاني والتجرد، لمجد الله والواحد والثالوث الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".


محلي

يلفت موقع "اخر الاخبار" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره