هدوءٌ ومخاوف... "مرجع أمنيّ": الجهوزية رُفعت إلى أعلى درجاتها
883 Views
|
09:21
| 26-06-2025
|
إذا كانت تقديرات المحللين والمعلقين تتفق على أنّ المنطقة تنفسّت الصعداء من وقف الحرب بين إسرائيل وإيران، لنجاتها من حريق لا يمكن التحكّم فيه، ويستحيل تقدير مساحة اشتعاله وحجم تداعياته ونطاق امتداداته وارتداداته. ويبرز في هذا السياق «تقدير موقف» تلقاه أحد كبار المسؤولين جاء فيه ما حرفيّته: «إنّ الحرب جاءت نتيجة طبيعية لسنوات طويلة من الإحتقانات والتوترات والإستعدادات لخوضها، وانتهت إلى ما انتهت اليه من عدم امتلاك أطرافها قدرة الحسم، فضلاً عن الآثار والخسائر التي لحقت بكلّ من إيران وإسرائيل. وتبعاً لذلك، من غير المتوقع أن تتكرّر الحرب في المدى المنظور، وخصوصاً انّ الأميركيين وكما يبدو، لم يعودوا يريدونها بعدما أدركوا انسداد أفقها، ومن هنا كانت مسارعتهم إلى فرض وقف اطلاق النار. وبالتالي، فإنّ الاكثر توقعاً وترجيحاً هو فترة طويلة من الهدوء قد تمتد لسنوات مع الحفاظ على سقفٍ عالٍ من الهجومات السياسية، وخصوصاً انّ الجانبين الإسرائيلي والإيراني بعد توقف الحرب العسكرية، أمام كل منهما حرب داخلية أقسى من الحرب العسكرية، مع الثغرات والفجوات الداخلية الأمنية والدفاعية التي تكشفت خلال الحرب، وسدّها ومعالجتها يتطلبان جهوداً كبرى ومجالات زمنية طويلة».
والحديث عن فترة هدوء طويلة، يناقضه ما يقوله خبير في الشأن الإسرائيلي رداً على سؤال لـ«الجمهورية»، بأنّه يتخوّف من أن يكون وقف الحرب موقتاً بين طرفين، وجود كلّ منهما مرتبط بإنهاء وجود الطرف الآخر، وما يعزز هذا التخوّف هو انّ من أشعل الحرب ليس مسلّماً بفشل هدفه، ويعكس ذلك ما تؤكّده المستويات السياسية والأمنية في إسرائيل، بأنّ مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار توجب العمل الدؤوب والاستعداد من جديد، ليس فقط لمنع إيران من إعادة إحياء برنامجها النووي، بل لكسرها وتخليص المنطقة والعالم من نظامها الراعي والحاضن للإرهاب».
والمقلق في رأي الخبير عينه، هو أن تبادر اسرائيل إلى تحويل أنظار الداخل الإسرائيلي المنهك من الآثار التدميرية التي سببتها صواريخ إيران، في اتجاه آخر، عبر محاولة تحقيق خطوات عسكرية تعويضية لما مُنيت به في الحرب مع ايران، وخصوصاً في غزة، حيث أنّ التقارير التي يكشفها الإعلام الإسرائيلي تكشف اقتراحات من قِبل بعض الوزراء الأكثر تطرّفاً في حكومة نتنياهو لاعتماد تدمير أكبر وأعنف في غزة وتهجير واسع للفلسطينيين يمتد من غزة إلى الضفة الغربية.
والامر نفسه، يقول الخبير، قد ينسحب على جبهة لبنان، حيث يُخشى من أن تلجأ اسرائيل الى تصعيد كبير وتوسيع نطاق اعتداءاتها واستهدافاتها، في وقت ينوء فيه لبنان تحت ثقل الملفات الداخلية المتراكمة والتي يتصدّرها الملف الخلافي المتعلق بالسلاح الفلسطيني وسلاح «حزب الله»، وكذلك تحت ثقل التهديدات الإرهابية التي بدأت تظهر في الآونة الأخيرة عبر تحركات رُصدت في أكثر من منطقة للخلايا الإرهابية، وأمكن للأجهزة الأمنية ان توقف افراداً خطيرين منها وشبكات كانت تخطط لعمليات إرهابية. وقال مرجع أمني لـ«الجمهورية»، انّ «الجهوزية رُفعت في الايام الأخيرة إلى أعلى درجاتها، والإجراءات التي اتُخذت أدّت إلى توقيفات لعدد من الرؤوس الكبيرة في التنظيمات الارهابية، ولاسيما من تنظيم «داعش»، ونتابع ملاحقة آخرين متوارين في بعض المناطق».
يلفت موقع "اخر الاخبار" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره