في بداية كانون الثاني، التقى مسؤول إسرائيلي مع وزير الشؤون الاستراتيجية، رون درمر، في الطابق الثامن من مكتب رئيس الوزراء في القدس. بعد أسبوع، التقى نفس المسؤول مع رئيس الأركان آنذاك، هرتسي هليفي، في مكتبه بالطابق الرابع عشر من مقر وزارة الدفاع في تل أبيب. من كلا الاجتماعين، خرج المسؤول بنفس القناعة: إسرائيل تجاوزت نقطة اللاعودة. الهجوم على إيران أصبح مسألة وقت.
بعد نصف عام، كان الدمج بين الطابقين – السياسي والعسكري – هو ما سمح بإطلاق “ضربة استباقية” يوم الجمعة 13. الخيار العسكري ضد إيران، الذي ظل مطروحًا على الطاولة منذ أكثر من عقد، نضج في توقيت مثالي مع الضوء الأخضر السياسي. النتيجة: ضربة مدوية.
الخطط لمواجهة عسكرية مع إيران – وتحديدًا ضد منشآتها النووية – تم تطويرها منذ وقت طويل داخل المؤسسة الأمنية، وشكلت حجر الأساس لبناء قدرات الجيش الإسرائيلي خلال العقدين الماضيين. ومع ذلك، وكما هو معتاد في إسرائيل، أُلقيت تلك الخطط جانبًا في اللحظة الحاسمة، لإفساح المجال لخطة جديدة مبتكرة وجريئة تم صياغتها بسرعة كبيرة.
“في الواقع، بدأنا بالاستعداد للهجوم بصيغته الحالية فقط في أكتوبر 2024”، يقول مصدر مطّلع. “في ذلك الوقت فقط أدركنا أن الجيش بحاجة إلى الاستعداد ليس فقط لضربة محدودة ضد إيران، بل لحملة كاملة”.
انضم إلى صفحة "آخر الأخبار" على واتساب
لمتابعة أحدث الأخبار حول لبنان والعالم، انضموا الآن إلى صفحة “آخر الأخبار” على واتساب وكونوا أول من يعلم بكل جديد!
انقر هنا للانضمام
حتى وقت قريب، كان كبار المسؤولين في المنظومة الأمنية يعتبرون فكرة الهجوم على إيران أمرًا غير واقعي، فكرة ستبقى دائمًا على الرف. لكن ثلاثة أشهر فقط في خريف 2024 كانت كافية لتغيير هذا النهج كليًا.
في تلك الفترة، عندما بدأ الجيش الإسرائيلي بصقل تفاصيل الهجوم المرتقب على إيران، توصل إلى أنه يجب تكرار ما حصل في لبنان مؤخرًا: ضربة مركزة ومفاجئة تخرج العدو عن توازنه. نسخة مطوّرة من “عقيدة الضاحية”. “في الجيش يُسمّونها عملية ‘قطع الرأس’”، يكشف مصدر مطّلع، “الفرق هو أننا ضد حزب الله نفذنا ذلك في عشرة أيام، أما ضد إيران فتم تنفيذها في ضربة افتتاحية واحدة خلال ساعة واحدة فقط”.
من التحول في التفكير الاستخباراتي، مرورًا بالفرق التي خططت للهجوم في سلاح الجو، وصولًا إلى عملية الخداع السياسية والإعلامية التي خدّرت الإيرانيين قبل لحظة الصفر: هكذا استعدّت إسرائيل للحرب ضد إيران.