إدارة جديدة لمرفأ بيروت

اقتصاد
14-11-2025 |  07:55 PM
إدارة جديدة لمرفأ بيروت
198 views
Source:
-
|
+
شهد مرفأ بيروت بعد ظهر اليوم، حفل تسليم وتسلم في قاعة زور بور، بين المجلس الموقت السابق لإدارة واستثمار المرفأ برئاسة عمر عيتاني والمجلس الجديد برئاسة مروان النفّي، بحضور وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني.

ويأتي هذا الحدث تنفيذا لقرار مجلس الوزراء الصادر في جلسته بتاريخ 6 تشرين الثاني 2025، والقاضي بتعيين لجنة موقّتة جديدة لإدارة المرفأ تضمّ في عضويتها: كريم شبقلو، فوزي علّام، لما حريز، جورج رحّال، رامي سمعان، وجهان رزق خطّار، إلى جانب رئيس المجلس والمدير العام مروان النفّي.

رسامني

بداية، شكر وزير الاشغال عيتاني، وقال: “المجلس السابق تولّى مسؤولية المرفأ في أصعب الظروف، وفي مرحلة لا تزال جراحها مفتوحة منذ انفجار الرابع من آب. فكلّما دخلتُ إلى المرفأ تعود إليّ مشاعر الحزن الثقيلة لما شهده هذا المكان من مأساة”.

وهنأ النفّي وأعضاء المجلس، قائلا: “الوزارة والحكومة تعولان كثيرا على دوركم، فخيارات الحكومة اليوم واضحة وتقوم على الإصلاح والإنقاذ، في ظل إدارة عامة تعاني أوضاعا صعبة لا يمكن معها الاستمرار بالرواتب الحالية ولا توقّع أداء فعّال من موظفين لم تُنصفهم الدولة بعد”.

أضاف: “ان رفع إيرادات الدولة شرط أساسي لتصحيح أوضاع وأجور العاملين في القطاع العام، وفي مقدمهم القوى الأمنية التي نعتمد عليها في مختلف المرافق. وهذا يتطلب إصلاحا فعليا، ومواكبة المؤسسات المنتجة، وفي طليعتها مرفأ بيروت الذي يشكل جزءا لا يتجزأ من العاصمة ومن لبنان بأسره”.

وتابع: “نريد الاستثمار في كل متر من هذا المرفق الكبير. وسأعقد اجتماعا مع رئيس وأعضاء المجلس الجديد لوضع الخطوات المستقبلية، والمئة يوم الأولى ستكون حاسمة في بلورة خطة واضحة لمستقبل المرفأ”.

كما شكر العاملين في المرفأ، لافتا الى أن تجربته في القطاع العام جعلته يدرك “كم يضم هذا القطاع من كفاءات حقيقية تحتاج فقط إلى دعم وإلى دخل عادل يوازي حجم العمل والأداء”. وقال: “أنا إلى جانبكم، وأقف معكم لإيصال هذا المرفأ إلى المكان الذي يجب أن يكون فيه”.

وتطرق الى ملف ضحايا انفجار المرفأ، فأكد أن “ذكراهم لا تغيب، وأن أي قرار يخص الإهراءات لن يتخذ من دون التشاور الكامل مع عائلات الضحايا”.

وكشف رسامني أنّه “في العشرين من الشهر الجاري سيُعقد اجتماع لتسلم أجهزة المسح الضوئي الجديدة (السكانرز) “، مشيرا إلى أن “الدولة تخسر يوميا ما لا يقل عن مليون دولار نتيجة سوء الإدارة، وقدَم الأجهزة، وعمليات التهريب”.

وأوضح أن “الأجهزة الجديدة ستوفر معلومات دقيقة عن كل ما يدخل ويخرج من المرفأ، بما يتيح لوزارة المالية مراقبة الإيرادات وتحديد مكامن الهدر بدقة”.

وشكر المملكة العربية السعودية على “مبادرتها المهمة المتعلقة بالصادرات اللبنانية إلى أراضيها”، مؤكدا “استمرار الوزارة في مسار الإصلاح بلا تردد”.

وقال: “لقد جرى اختياركم على أساس الكفاءة، وأنا واثق تماما أن إيرادات المرفأ ستتضاعف أربع مرات في السنوات الخمس المقبلة، إذا التزمنا مسار الإصلاح والعمل المنتج”.

بدوره، شكر الرئيس الجديد للجنة الموقتة لإدارة واستثمار مرفأ بيروت رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس مجلس الوزراء القاضي نواف سلام ووزير الاشغال على الثقة الممنوحة له ولأعضاء المجلس.

وقال: “إن الرؤية التي وضعتموها لمستقبل مرفأ بيروت تتناغم كليا مع خطاب القسم لفخامة الرئيس والبيان الوزاري للحكومة، وستكون بوصلة عمل مجلس الإدارة”.

واستذكر شهداء انفجار 4 آب “والجرح العميق الذي تركه في القلوب”، معتبرا أن “إعادة المرفأ لؤلؤة على البحر الأبيض المتوسط هو أفضل تكريم لذكراهم”.

وأشار الى أن “مرفأ بيروت عانى أزمات متراكمة، ورغم ذلك بقي الشريان الحيوي للاقتصاد الوطني. وما كان ذلك لينجح لولا تفاني موظفات وموظفي الإدارة”.

وقال: “نحن اليوم، أعضاء المجلس وأنا، نريد أن نواكب مسيرتكم ونبني معكم مستقبل المرفأ ونُعيده إلى العصر الذهبي، مرفأ يليق بلبنان، باسم لبنان، بتاريخ لبنان، وسيعود ليضع بلدنا على الخريطة الدولية كأحد أهم مرافئ المتوسط”.

أما الرئيس السابق للمجلس فعرض لأبرز المحطات منذ تسلمه إدارة المرفأ عام 2021 حين كانت “جثة هامدة”، مشيرا إلى “التحديات الهائلة التي واجهتها الإدارة في ظل الأزمة الاقتصادية وشحّ السيولة وجائحة كورونا وتداعيات الانفجار، إلى جانب الإضرابات ومشكلات المستحقات للمتعهدين والمشغّلين”. وأوضح أن “الجهود تركزت على ضمان استمرارية عمل المرفأ وتأمين الحد الأدنى من القدرة التشغيلية، التي استعادت نحو 70% بعد ثلاثة أيام فقط من الانفجار، رغم الصعوبات المالية وعدم القدرة على شراء قطع الغيار”.

ولفت إلى أن “الإدارة اتخذت إجراءات استثنائية وقرارات جريئة بالتعاون مع مجلس الإدارة لضمان إدخال المواد الغذائية والطبية وسواها إلى لبنان، ما ساهم في رفع الإيرادات من نحو 10 ملايين دولار نقدا عام 2021 إلى نحو 150 مليون دولار عام 2024”.

ونوه بدور “العائلة المرفئية” من موظفين وعاملين ومتعاقدين ونقابات، وبالدعم الكامل من الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية.

وختم بالإشارة إلى “التطور الذي حققه المرفأ بعد تلزيم محطة الحاويات، حيث ارتفع تصنيفه العالمي من نحو المرتبة 700 عام 2020 إلى المرتبة 54 عام 2024”.

وعقب حفل التسليم والتسلم، جال رسامني برفقة رئيس وأعضاء المجلسين السابق والجديد في محيط إهراءات المرفأ، حيث وقف الحاضرون دقيقة صمت إجلالا لأرواح ضحايا انفجار الرابع من آب، وتأكيدا على التزامهم بالحفاظ على ذاكرتهم الحية في وجدان المرفأ والعاصمة.

اقتصاد

يلفت موقع "اخر الاخبار" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره