محمد رعد: قرار الحكومة خطير وتسليم السلاح انتحار
196 Views 07:59   |  09-08-2025
أكّد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، النائب محمد رعد، أنّ "قرار "سحب السلاح" الذي اتّخذته الحكومة فرضته الإملاءات وليس قرارًا سياديًا ونُزعت عنه الميثاقية الوطنية"، مشدّدًا على أنّ "من يسلّم سلاحه يسلّم شرفه وتسليم السلاح انتحار"، متسائلًا: "من يضمن حماية البلد في حال تسليم السلاح؟". وكشف عن أنّ "الموضوع هو جرّ لبنان من أذنه إلى المصالحة مع "إسرائيل""، منبّهًا إلى أنّ "من أخذ قرار سحب السلاح يعرف ما تداعياته"، ومشيرًا إلى أنّ "البقاء في الحكومة من عدمه يقرّره الحزب"، قائلًا: "لا تسليم للسلاح و"يروحوا يبلطوا البحر"".

وقال النائب رعد، في مقابلة أجرتها معه قناة "المنار: "مشتاقون لكلّ أهلنا الشرفاء المضحّين الأوفياء الأبرار الذين لم يبخلوا على هذا الوطن بالتضحيات وقدّموا النموذج الأمثل في حفظ الأوطان والدفاع عنها".

وأشار إلى أنّ "التطوّرات التي بدأت منذ سنتَيْن وتواصلت وتنامت هي تطوّرات يستطيع الانسان أنْ يراقب فيها حجم المأزق الذي يقع فيه المعتدي الذي استهواه التمكُّن من استخدام التقنيات الحديثة"، مبيّنًا في المقابل أنّ "حلقوم العدو ضاق عن استيعاب حل مشكلة جبهة واحدة".

وأضاف: "كل ما حاول العدو "الإسرائيلي" أنْ يفتح ملفًا في منطقة يستطيع أنْ يفتحه لكنْ لا يتمكَّن من أنْ يغلق ملفًا واحدًا".

واعتبر النائب رعد أنّ "على رأس الإدارة الأميركية من هو نرجسي تاجر حروب وبهلوي، وكأنّه بالطريقة الهوليودية يريد أنْ يغطّي على كل الوحشية التي نَمَت من داخل الحضارة الغربية"، مشدّدًا على أنّ "الحضارة الغربية عبّرت عن إفلاس القيم فيها، وترجمها العدو من خلال عنصريته ودمويّته وتَنكُّره لكل المواثيق والاتفاقات"، مستدلًا بـ"ما يحدث في العالم على صعيد نظرة الرأي العام تجاه التوحّش "الإسرائيلي"، وأوروبا بمعظم دولها يخجلون لما يفعله الصهاينة".

وتابع قائلًا: "العدو كشف عن حقيقة أنّ كلّ المؤسسات التي رُوّج لها في العالم هي مؤسّسات لخدمة الأقوياء في العالم المنتهِكين لسيادة الدول. نحن في عالم مزيّف بعيد كلّ البعد عن القيم الحضارية نسمع عنها الكثير ولا نرى لها مصاديق على الإطلاق".

وخاطب أركان الحكم في لبنان بالقول: "لا تستعجلوا الأمور، فاتفاق 17 أيار لم يستمرّ 9 أشهر".

وأردف قوله: "نحن في مرحلة يصرّ فيها الأميركي على جدولة زمنية لتنفيذ ما أملى به على الحكومة اللبنانية. هذا الإصرار لأنّ العدو "محشور" بالوقت".

وبينما اعتبر أنّ ""الإسرائيلي" حقَّق إنجازات تكتيكية"، قال النائب رعد: "الأمر الاستراتيجي في الملفات (الجبهات) التي فتحها لم يتحقَّق، ووجود المقاومة في الحقيقة هو الذي يعكّر المزاج ("الإسرائيلي")"، لافتًا الانتباه إلى أنّ "المقاومة خسرت بعض الخسائر نتيحة تَنَبُّه العدو لبعض التقنيات، ولكنّ المقاومة استطاعت أنْ ترمّم".

وتطرّق النائب رعد إلى قرار "سحب السلاح" الذي اتّخذته الحكومة، فأكّد أنّه "قرار مرتجَل فرضته الإملاءات وليس قرارًا سياديًا ونُزعت عنه الميثاقية الوطنية، والذين اتخذوه يقولون إنّهم اتّخذوه بناءً للضغوط".

وكشف عن "اتصالات حصلت يوم الثلاثاء من دبلوماسيّين مواكبين للضغط الأميركي ببعض الشخصيات من أجل الاتصال برئيس الجمهورية لتهنئته".

وجزم بأنّه "لا توجد سلطة تتحمَّل مسؤولية بل توجد سلطة تعمل برنامجًا مقرَّرًا لها ولا تستطيع أنْ تحيد قيد أنملة عنه".

وأضاف: "في جلسة واحدة تقول إنّ هذا السلاح غير شرعي! يمكن أنت غير شرعي. 33 سنة وأنت تُقرُّ بشرعية هذا السلاح وحاليًا تقول غير شرعي".

ووصف النائب رعد القول بأنّ "السلاح لم يحمِ" بأنّه "تزييف للحقيقة"، موضحًا أنّ "الإرادة هي التي تعمل الانتصار وليس السلاح، وهي التي كسرت تَوغُّل العدو في عام 2024 في الخيام ومنعت العدو أنْ يتقدَّم نحو مجرى نهر الليطاني".

وواصل قوله: "جدوى بقاء السلاح أنْ تبقى مواطنًا شريفًا. من يسلّم سلاحه يسلّم شرفه"، سائلًا "هل يسلّم العسكر في الجيش سلاحهم الذي هو شرفهم؟ هل يدعون العالم إلى الخيانة بتسليم السلاح؟ من يضمن حماية البلد في حال تسليم السلاح؟"، مشدّدًا على أنّ "تسليم السلاح انتحار".

وتساءل: "لنفترض أنّنا قصَّرنا، أليس عيبًا أنْ يتنكروا لدور المقاومة وللشهداء؟ هل الشهداء الذين ارتقوا هم أحجار أم هم الذين حموا اللبنانيين على امتداد مناطقهم ورفعوا رؤوسهم في العالم؟".

وبيّن النائب رعد أنّ "الموضوع هو جرّ لبنان من أذنه إلى المصالحة مع "إسرائيل" والمقصود هو الانقلاب على الطائف".

ونبّه إلى أنّ "من أخذ قرار سحب السلاح يعرف ما تداعياته، إمّا عليه أنْ يراجع نفسه وإمّا أنْ يتحمّل مسؤولية كلّ التداعيات"، متسائلًا: "هل تتصوّر أنْ تقول لأب شهيد أنْ يسلّم سلاحه؟"، معتبرًا أنّ "من أخذ قرار سحب السلاح هؤلاء يعيشون في الصالونات الخاصة المخملية وبنرجسيتهم".

وتابع قائلًا: "قلتُ لمن يعنيهم الأمر من السلطة إذا سلمنا سلاحًا هل تضمن أنْ "الإسرائيلي" لا يطالبك بأمر ثانٍ، قالوا لي: "لوقتها نرى". أريد أمنًا واستقرارًا ولكنْ في ظل قرار الحكومة لا أضمن شيئًا، وهي التي أخذت القرار بفتح باب التوتر الداخلي. صاحب القرار السياسي يتحمّل المسؤولية في كل تداعيات القرار الذي اتّخذه".

وقال: "حاولنا تصحيح القرار لكنْ وجدنا إصرارًا، وقبلنا عودة الوزراء لتصحيح القرار لكنْ أصرّوا مناقشة ورقة (المبعوث الأميركي توم) برّاك لكي يبصم لهم الأميركي أنّهم مطيعون. كان يمكن أنْ يتأخَّر موضوع قرار سحب السلاح لكنّ التبرير الذي نسمعه هو الضغوط".

وأكّد أنّ "هناك مشاكل في السلطة وتَدخُّل من مبعوث أميركي ومن هو نافذ في السلطة أكثر"، مضيفًا: "لا أضع رئيس الجمهورية في خانة رئيس الحكومة".

وتوقّف النائب رعد عند تجربة نواف سلام كرئيس حكومة، فاعتبر أنّها "ما زالت بداية، والذي يريد أنْ يدير شؤون البلد عليه أنْ يعرف ناسه"، قائلًا: "لكنْ لا أعرف إذا كان لديه احتكاك مع الناس".

وأضاف: "ليس لدينا مشكلة شخصية مع نواف سلام، لكنْ نحن نناقش هذا القرار الذي هو مبني على أنّ أميركا هي "أم الدنيا"، وعلى هذا الأساس كل خيرات البلد إمّا من هذا الثدي أو من هذا الثدي، والباقي فليمت جوعًا".

ورأى النائب رعد أنّ "من ساهم في إقرار نزع السلاح إمّا غبي أو أنّه ارتجل موقفًا غير مسؤول وارتكب خطيئة تدفع إلى خيارات صعبة".

وأردف قوله: "أجواؤنا في الجنوب والبقاع والضاحية أنّ هذا القرار فتح لنا الطريق إلى كربلاء. من ليس لديه نَفَس تضحية ولا احترام لسيادة بلده يقول لك الأمن والسلم الشخصي أهون من أنْ أذهب إلى كربلاء وهو منطق الحكومة"، مستدركًا بالإشارة إلى أنّ "هذه الحكومة لها إيجابيات في مكان معيَّن وخاصة في بعض الوزارات، لكنْ تعليقنا الآن هو على هذا القرار".

وفي ما أكّد أنّ "البقاء في الحكومة من عدمه يقرّره الحزب"، أكّد أنّ "الحزب حتى الآن لم يتّخذ أيّ تَوجُّه"، مضيفًا: "نحن حريصون على السلم لكنْ بعد هذا القرار لا ندري ما هي الضمانة للسلم الأهلي. القرار خطير فكيف يمكن أنْ نضمن ارتداداته".

وأضاف: "نحن لا نبدّل ثوابتنا في ما هناك في العالم الكثير من الذين يبدّلون ثوابتهم مثلما يبدّلون ثيابهم"، متوجّهًا إلى المسؤولين بالقول: "في المساحات المشتركة لقد اعتديتم على حصَّتنا التي هي أمننا". وتساءل": "الجيش الذي يقبض رواتبه من الخارج كيف يحمينا؟"، فـ"أنا أقول الموت ولا تسليم السلاح و"يروحوا يبلطوا البحر""، وفق تعبير النائب رعد.

وذكَر أنّه "في موضوع السلاح لم يقبلوا أنْ يتأجّل حتى نتناقش في إطار الاستراتيجية الدفاعية، وهذا بحث في مساحة مشتركة لكنّهم لا يريدون ذلك".

وكشف عن أنّه "بعد استشهاد سماحة الشهيد الأسمى ازددنا تعلقًا وحبًا بالرئيس بري وازداد التنسيق معه"، وأضاف: "لا ندّعي الكمال لكنْ ندّعي القدرة على احتواء الأمور. استفدنا كثيرًا من حرب الإسناد ومعركة "أولي البأس"، والحرب سجال، وفي النهاية "صاحب الحق سلطان"".

وبيّن أنّ "سيد شهداء الأمة رسالة ونعمة إلهية والله يوفّقنا حتى نوفي بعهدنا له"، موضحًا أنّ "الشهيد الأسمى كان لنا أخًا وأبًا وقائدًا وملهمًا وناصحًا ومثلًا أعلى وكان بالنسبة إلينا كالمظلّة التي نتفيّأ فيها"، مشيرًا إلى أنّ "العلاقة مع سيد شهداء الأمة على المستوى الشخصي رسالية، وعلى المستوى العملي نناقش بارتياح برغم معرفتنا بسداد رأيه، وكان يطلق العنان والفرص لنا من أجل سماعه لرأينا حتى "يلم الموضوع"".

ووصف النائب رعد "الشهيد السيد الهاشمي" السيد هاشم صفي الدين بأنّه "كان خير عضد وصفي ومؤتمن ومعين وكان مديرًا ومعينًا ومدبّرًا وحنونًا ومحبًّا لعوائل الشهداء والمستضعفين وحريصًا على سلاح حزب الله".

وأشاد بأداء الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، قائلًا: "أغبطه على شجاعته التي أهّلته للتصدّي لموقع الأمانة العامة، وسأكون إلى جانبه لنكون على العهد".

وبشأن إعادة الإعمار، قال النائب رعد: "لا يمكن أنْ نعيد الإعمار بالحرام وعلى حساب دماء الشهداء. نحن الذين نبني وبنينا في ما مضى ولسنا عاجزين ولنا حصَّة في الدولة عليها أنْ تدفعها وتستطيع ذلك".

وفي حين اعتبر أنّ "عوائل الشهداء ضربوا المثل الأعلى في التضحية"، قال: "جرحى البيجر أكثر المستبصرين فينا في هذه المرحلة".

وبخصوص الأحداث في سورية، قال النائب رعد: "نحن لم نصدر موقفًا إزاء التطوُّر السياسي في سورية لأنّ الصورة لا تزال متقلّبة وغير مستقرّة وقابلة للتأرجُح في كل لحظة"

يلفت موقع "اخر الاخبار" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره
 
EkherElAkhbar©2025 App by Softimpact