التيار يتقدّم مسيحياً وضربة لجعجع في بشرّي

إنتخابات
17-5-2022 |  06:47 AM
التيار يتقدّم مسيحياً وضربة لجعجع في بشرّي
3281 views
Source:
-
|
+

 24 ساعة كانت كافية لقلب صورة النتائج التي أُريد لخصوم حزب الله والتيار الوطني الحر تعميمها مساء الأحد. وإذا كان حزب الله قد أمسك بقوة (مع حليفه الرئيس نبيه بري) بكامل الكتلة النيابية الشيعية على مساحة كل لبنان، فإن ما برز من تطورات في الوسط المسيحي انتهى الى غياب لصورة الانتصار التي أشاعتها القوات اللبنانية مساء الأحد، وأظهرت النتائج الرسمية وغير الرسمية أن التيار الوطني الحر حصل على كتلة نيابية تتفوّق على كتلة القوات. وإذا كانت خسارة التيار في قضاء جزين قد مثّلت ضربة كبيرة، إلا أن خسارة القوات أحد مقعدَي بشري مثّل ضربة كبيرة وغير مسبوقة، علماً بأن التدقيق في نسب الأصوات يبقى مرتبطاً بالاطلاع على كامل النتائج.

منذ مساء الأحد حتى غروب أمس، كان الوقت ثقيلاً على جمهور التيار الوطني الحر وقيادييه. فرغم فوز جبران باسيل بمقعده في البترون، وإعلانه انتصاره على كل القوى السياسية والماكينات المالية التي تجمهرت لإسقاطه، كانت النتائج المعلنة تشير الى خسارة التيار أمام القوات. وانعكس الأمر إحباطا لدى الجمهور العوني، وخصوصاً أن القوات لم توفّر برنامجاً تلفزيونياً أو إذاعياً أو صفحة على وسائل التواصل لإعلان فوزها الساحق وتشكيلها الكتلة النيابية الأكبر من الشمال الى الجنوب. ليس الأمر مجرد أعداد بالنسبة إلى التيار، بل فقدانه مجموعة امتيازات سياسية تبدأ بالحكومة ولا تنتهي بالتعيينات والمواقع المسيحية الأساسية في الدولة كما الجلوس على طاولة القرار. امتيازات اعتادها منذ عام 2005 جراء فوزه بالكتلة النيابية الأكبر، وأدّت بشكل رئيسي إلى وصول رئيس الجمهورية ميشال عون الى موقعه. بدا الانهيار قوياً بعد 17 عاماً.

غير أن المشهد انقلب مساءً. وبدأت الصورة تتدرّج منذ أن تبيّن فوز التيار بأربعة مقاعد في عكار، تلاه إعلان فوز النائب جورج عطا الله في الكورة، ثم خسارة القوات لمقعد الأقليات في بيروت الأولى. تزامن ذلك مع مقارعة المرشح جاد غصن للقوات على المقعد المتني وأخبار عن خسارة جورج عدوان في الشوف لمصلحة غادة عيد.

على الورقة والقلم، كان يمكن للعونيين تعداد 19 نائباً يضاف إليهم 3 نواب حلفاء من حزب الطاشناق لتصبح الكتلة 22 نائباً. بينما كانت القوات تتراجع من 23 نائباً الى 18 نائباً، يضاف إليهم النائب راجي السعد كحليف بعد إعلان النائب كميل شمعون عدم نيته الانضمام الى كتلة القوات، لتصبح النتيجة 22 للتيار و19 للقوات. سريعاً، بات يمكن الحديث عن تبدّل الصورة تماماً بين الجمهورين؛ بدا القواتيون أكثر قلقاً، والعونيون أكثر ارتياحاً ولا سيما مع «خرق» جورج عطا الله في الكورة.

غير أن الضربة الأكبر التي تلقّتها القوات أتت بعد صدور نتيجة دائرة الشمال الثالثة بشكل رسمي، وإعلان سقوط المرشح القواتي جوزيف إسحق مقابل فوز المرشح ويليام طوق في العرين القواتي في بشري. وهي خسارة تساوي 18 نائباً وأكثر.

هذا الخبر أثار موجة تعليقات ومنشورات لا تعدّ ولا تحصى، غالبيّتها تعود للتيار الوطني الحر. فالنائبة ستريدا جعجع سبق لها قبيل اليوم الانتخابي أن توجّهت الى باسيل بالقول: «خلّيه يوقف عإجريه بالبترون بـ 15 أيار»، وردّ عليها باسيل بتغريدة قال فيها إنه «بالبترون وكل لبنان أقف على رجليّ ورأسي مرفوع ويدي غير ملطخة بالدماء والمال: عرفت إنو إنتو عم بتهزّوا وصرتوا ببشري عفرد إجر».

هكذا، اشتعلت مجدداً بين القوات والتيار، وبات يمكن الحديث عن استعادة العونيين لأنفاسهم. لا بل سينظّم التيار الوطني الحر «مهرجان الانتصار» للإعلان عن فوزه السبت المقبل. فبالنسبة إليه، «الخروج بهذا الكمّ من النواب بعد كل الحرب التي شنّت عليه، الخارجية والداخلية وبكل الوسائل المتاحة من سفراء خليج وضغوط على المرشحين ومال وبروباغندا ووسائل إعلام وإعلاميين وبرامج مموّلة، يعدّ انتصاراً ساحقاً أقوى وأمتن من كل الانتصارات الماضية».

إنتخابات

يلفت موقع "اخر الاخبار" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره