المسيح قام فجر الأحد.. فلماذا نعيّد سبت النور؟

متفرقات
23-4-2022 |  07:32 AM
المسيح قام فجر الأحد.. فلماذا نعيّد سبت النور؟
5725 views
Source:
-
|
+

تحتفل الطوائف المسيحية، التي تسير حسب التقويمين الشرقي والغربي، اليوم السبت، بـ"سبت النور"، ايذانا بالاحتفال بعيد الفصح، الذي يحل يوم غد الأحد.

سبت النور أو السبت المقدس (باللاتينية sabbatum sanctum) ويعرف أيضًا بسبت الفرح، هو اليوم الذي يأتي بعد الجمعة العظيمة وقبل أحد القيامة أو عيد الفصح. تقليديًا، يتم الإحتفال حوالي الساعة 11 مساءً من ليلة سبت النور وحتى الساعات الأولى من صباح السبت، ويبدأ الإحتفال بعيد القيامة بصلاة العيد عصر السبت، ثم يُحتفل بقداس عيد القيامة منتصف الليل وتُختتم مع الساعات الأولى من يوم أحد القيامة.

بعض الكنائس تحبّذ الإحتفال بعيد القيامة صباح الأحد لا ليلة السبت، وغالباً ما يحصل ذلك في الكنائس البروتستانتينية، حيث تذهب النساء إلى قبر المسيح فجر الأحد، ويُقام هذا الاحتفال عادةً في ساحة الكنيسة.

في مدينة القدس تزدحم كنيسة القيامة بالزوار، بالإضافة الى المسيحيين العرب القاطنين في فلسطين التاريخية، بانتظار انبثاق النور المقدس حسب المعتقدات المسيحية. لماذا يسمى بسبت النور، السبت الذي يسبق أحد القيامة ؟ أهم ملاحظة يخطئ بها معظم المسيحيين هي أن سبت النور ليس أحد القيامة، فالسيد المسيح النور الأزلي، لم يقم من الموت حتى صباح الأحد.

السيد المسيح منذ أن مات على الصليب يوم الجمعة عصراً نزل إلى الجحيم لِيَطرَح الشيطان خارجاً ويُقيِّده، ويُحرِّر أرواح الأبرار الذين رقدوا على رجائه ويُدخِلهم الى الفردوس، فيسمّى سبت النور لأن السيد المسيح أنار على الذين كانوا في الظلمة أي الهاوية بدليل أن الكتاب المقدّس يعلن أنّ الشعب الجالس في الظلمة أبصر نورا عظيماً، والجالسون في كورة الموت وظلاله أشرق عليهم نور.

وكذلك يقول الرسول بولس: "وأما أنه صعِدَ فما هو إلاّ أنه نزَلَ أيضاً إلى أقسام الأرض السُّفلى". والرسول بطرس يؤيد ذلك قائلاً: "الذي فيه أيضاً ذهبَ فكَرزَ للأرواح التي في السجن". لنتذكر أن يوم الخميس حدث العشاء الأخير و هو آخر عشاء للسيد المسيح مع تلاميذه و بعده ألقي القبض عليه و تمت محاكمته من قبل محكمة السنهدريم اليهودية و حكموا عليه بالموت.

ويوم الجمعة العظيمة حصلت حادثة الصلب ثم يوم الأحد باكراً قام السيد المسيح من بين الأموات. معنى النور لا يمكن بحث أي مفهوم بالعهد الجديد الذي ابتدأ مع ولادة السيد المسيح أو شرح أي شيء من الانجيل ما لم يكن بالاستناد الى أساس موجود و كتابي بالعهد القديم .

لنبدأ مع أنوار السبت اليهودية : يوم السبت هو يوم العبادة في اليهودية ، فعند غروب الشمس من يوم الجمعة تبدأ ربّة البيت في إشعال شموع السبت، وتسمى نور السبت أو أضواء السبت(The Sabbath light ) و هي مصابيح خاصة أو أضواء زائدة عما هو معتاد.

وأثناء هذه الإضاءة، تدعو ربّة البيت في صلاتها أن يبارك الله عملها وأسرتها. والصيغة المألوفة لديهم هي: "يا الله يا ربنا ، يا ملك الكون، يا من قدستنا بوصاياك، وأوصيتنا أن نضيء يوم السبت".

أما سبت النور في المسيحية هو السبت الذي يسبق أحد القيامة الأحد الذي شهد قيامة السيد المسيح من بين الأموات بشهادة جميع الديانات .

فالسيد المسيح سبق و أنبأ عن صلبه و قيامته لرسله، و لهذا حرص اليهود على أن يحرس الجنود الرومان القبر، فهم خافوا أن يسرق تلاميذه الجثمان الطاهر و يدعوا أن نبوءته تحققت. و لكن رغم هذا الاحتياط فإن كلام الرب تم وحدثت القيامة المزلزلة التي كانت ميلاد للصلحة الكبيرة بين الله و البشر.

فصلب السيد المسيح و قيامته هو الذي سمح للإنسان بالعودة الى حضن الله الآب .

الشعلة التي تضاء من قبر المسيح سبت النور أو سبت الفرح هو كلمة إصطلاحية أخذت أبعادها من شعلة مقدّسة تنطلق من كنيسة القيامة و المكان الذي وضع فيه الجسد لثلاثة أيام قبل القيامة، حيث يظهر النور في قبر السيد المسيح في كنيسة القيامة، وينطلق هذا النور ويشعل الشموع التي توزع على كل الموجودين .

ولا يكون النور المقدّس مُحرِقًا لبضع دقائق و يقوم الشعب الحاضر بتمرير أيديهم في النور ومسح وجوههم به. كثيرون يتحدّثون عن مشاعر فائقة الوصف تنتابهم من جرّاء هذا الفعل، سلامًا عميقًا مفرحًا يفوق الإدراك. ثمّ بعد فترة من الوقت تتحول شعلة النور إلى شعلة من النار عادية.

متفرقات

يلفت موقع "اخر الاخبار" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره