حسن فوّاز ابن الـ 32 عامًا: سأنشئ في لبنان صناديق استثماريّة ومركزًا ماليًا كما في البلاد المتقدّمة!

اخر الاخبار
22-3-2021 |  10:29 PM
حسن فوّاز ابن الـ 32 عامًا:  سأنشئ في لبنان  صناديق استثماريّة  ومركزًا ماليًا كما في البلاد المتقدّمة!
3591 views
Source:
-
|
+
شاب في الـ 32 عامًا انطلق منذ كان في السادسة عشرة من عمره بتحقيق ما لا يمكن تحقيقه في نصف قرن! كيف وما المسار الكفاحي، إذا جاز التعبير، الذي سلكه للوصول إلى ما وَصَل إليه؟

مَن يستمع إلى قصّة حسن فوّاز وما ينوي عمله، وقد وَضَع القطار على سكّة الإنجاز بعد تقديمه المستندات الرسميّة إلى مصرف لبنان لإنشاء شركة ماليّة مواكبة لما هو راغب في تحقيقه، يشعر أنّ هذا الشاب هو فعلاً عصاميّ، كما يصف نفسه، وأنّ الإنسان متى “جدّ وَجَد“، كما في الحكمة العربيّة، و“مَن سار على درب الكفاح وَصَل“.

إلى هنا قد لا يجد القارئ أيّ غرابة في توجّهات حسن فوّاز الذي بات يحمل اليوم بجدارة لقب “رجل أعمال“، لأنّ ما قاله لنا في هذه المقابلة التي ننشرها باللّغات الثلاث، العربيّة والفرنسيّة والانكليزية، يؤكّد أنّ القدرات التي سمحت له بهذا اللقب بُنِيَت على قواعد متينة: امتلاكه الملاءة والمال والمعرفة والاختصاص على تحريك العجلة الاقتصاديّة والماليّة وبشكل دائم.

أمّا في شأن الغرابة التي يراها البعض في مسيرة هذا الشّاب، فتعود ربما إلى حجم الكتلة النقديّة المتوافرة والمدعومة من مستثمرين كبار على المستوى المحلي، الاقليمي والدولي. وهذه الكتلة ستكون مخصّصة لصناديق استثماريّة بدأ يعدّ العدّة لإنشائها، على أن تكون في خدمة كلّ من له علاقة بالانتاج المحلّي، وذلك لهدفَيْن اثنَيْن: الأوّل التخفيف من الاستيراد المُرهق للاقتصاد الوطني، والثّاني توفير فرص عمل للشباب اللبناني في مجالات وقطاعات مختلفة.

فإلى نصّ الحوار…

س: بداية، ماذا عنك وكيف بدأت حياتك المهنيّة؟

ج: أنا رجل عصامي بالدرجة الأولى. أسّست حياتي بنفسي. تعلّمت في احد أهمّ المدارس في لبنان هي الشويفات الدوليّة SABIS. سافرت إلى افريقيا والعراق والخليج وعملت مستشارًا لشخصيّات عدّة. كانت طبيعة عملي البحث عن مصادر تمويليّة لمشاريع استثماريّة كبيرة، ما سمح لي بالحصول على عوائد ماديّة جيّدة ساعدتني في تأسيس حياتي المهنيّة.

عمري اليوم 32 سنة، وقد أمضَيْتُ نصفها في العمل المضني. أمّا رحلتي نحو تحقيق الأمنيات فبدأت في السادسة عشرة من عمري في شركة إحصائيّات مشهورة Ipsos. ولأنّ هذا العمل لم يلبِّ طموحي،  انتقلتُ إلى العمل في شركات ماليّة عدّة وفي البورصات العالميّة، إلى أن انتقلت إلى الخارج، وأمامي هدف أساسي: بناء مستقبلي المهنيّ. لم أرفض أيّ عمل، لأنّني أردت توسيع مداركي وآفاقي واكتشاف ما لا أعرف والغَوْص بكلّ شيء، بحثًا عمّا أجهل، وسعيًا إلى الخوض في التفاصيل. ولم تكن الطريق التي سلكتها سهلة، وإلى درجة أنّني كنت في بعض الأحيان أجد نفسي خالي الوفاض، لا وجود لعشر ليرات في جيبي! هذا الوضع الذي كنت أعيش فيه، يُضحكني اليوم وربما يُبكيني، ولكنّها الحقيقة المرّة. الحقيقة التي نَبْني عليها صرح النضال والتقدّم.

ومتابعة للأهداف التي سَعَيْتُ إليها، أسّست أولى شركاتي الماليّة الخاصّة التي تعمل من الخارج، وعبرها كنت أتداول بالعملات والأسهم. وأنا اليوم قدّمت الملفّ الكامل إلى مصرف لبنان للحصول على رخصة محلية، لطرح خدماتنا في السوق اللبنانية.

س: لماذا قرّرت الآن ترخيص شركة ماليّة في لبنان في ظلّ الأزمة الخانقة التي يشهدها البلد؟

ج:  صحيح أن مرحلة عصيبة تمرّ بلبنان منذ سنوات ساهمت في انسحاب المستثمرين وتوقّف الأعمال والمشاريع، ولكنّ إيماني الكبير بإمكانيّة إعادة بناء وطن جديد أفضل ممّا كان إذا عرفنا كيف نبنيه، دفعني إلى إكمال مسيرة التحدّي. فلبنان وطني وأريد أن أؤسّس فيه قاعدة تتصّل بأعمالي في الخارج. وفي قناعتي  أن الاقتصاد اللبناني سيتحسّن، وبالتأكيد سيتحسّن إذا تحوّل اقتصاده إلى اقتصاد انتاجي وليس اقتصادًا ريعيًا، ما يؤدّي حتمًا إلى إيجاد فرص عمل جديدة وعديدة.

إنّ لبنان يشهد اليوم عجزًا كبيرًا في الميزان التجاري، وبرأيي إذا أرسينا فيه نهضة وشجّعنا الصناعة المحليّة، نجعل منه بلدًا يواكب ما يجري في العالم. لدينا كفاءة في العنصر البشري والأدمغة. لدينا يد عاملة ماهرة ورخيصة نسبيًا. وكلّ هذه المميّزات تساعد على استقطاب شركات عالميّة إلى لبنان، كما تشجّع على تأسيس معامل الإنتاج المحلّي بدلاً من الاستيراد والتجارة. وكما يعلم الجميع، فللخروج من حلقة العجز في الميزان التجاري الذي ندور فيها، يجب إيقاف الاستيراد واستبداله بالإنتاج المحلّي، وبذلك لا نعود نستنزف العملة الوطنيّة ونوقف تدهْوُر سعر صرف الليرة!

وبرأيي، ففي لبنان كفاءات بشريّة وفكريّة وإنتاجيّة، وعلى هذه القاعدة يمكننا إنشاء مركز مالي ضخم، على غرار المركز المالي في دبي ونستقطب عبره الراغبين في تأسيس شركات ماليّة قانونيّة مرخّصة، مرتبطة بعقود مع المصارف تتّخذ من لبنان مقرًّا لها لتشكِّل حلقة تواصل مع دول الخليج. وما يشجّع على ذلك، أنّه بالإمكان العثور وبسهولة على اختصاصيّين في كافة الحقول، فضلاً عن مَهَرَة في مهن متعدّدة، وكلّ ذلك بأسعار مدروسة ومعقولة.  

س: أفهم من كلامك أن هذا المركز المالي سيكون مقرًّا جامعًا للأعمال وما ينتج عنها من تجارة وصناعة وعقارات وغيره. فماذا عن الخطوات التالية المكمّلة لخطوتك الأولى؟

ج: بداية أشير إلى أنّني اتّكل على نفسي وعلى علاقاتي العربيّة والدوليّة وعلى مجموعة من المستثمرين الأجانب. ومن خلال الشركة المالية التي أطلقتها وانتظر ترخيصها القانوني، سأنشئ صناديق استثماريّة لتمويل  المشاريع الصناعية والتجارية. وما أردت إيصاله من خلال هذا الحديث، هو إعلام اللبنانيّين أنّني سأكون قريبًا إلى جانبهم لنساهم معًا في بناء لبنان جديد.

إنّ الترخيص الرّسمي للشركة الماليّة، لا بدّ أن يعقبه أو يسير معه ترخيص آخر لتأسيس مركز مالي كما في البلاد المتقدّمة.

س: وعندما تحصل على الترخيص في لبنان، ماذا سيكون أوّل عمل تنفّذه؟

ج: سأقوم بطرح صناديق استثماريّة لمساعدة اللبنانيّين، وخاصة من لا يملك إمكانيات ماليّة وإنّما لديه مشاريع وأفكار وابتكارات في الصناعة والعمل الإنتاجي ويحتاج إلى تمويل. وهدفي الأساسي من وراء ذلك، تشجيع الشباب المبتكرين وتعزيز الانتاج المحلّي لوقف نزف الاستيراد من الخارج والذي تسبّب وتتسبّب في عجز ميزان التجارة. ومن أهداف تلك الصناديق أيضًا استثمار الأموال المودعة (والمسجونة) في المصارف في مشاريع استثماريّة من خلال هذه الصناديق، وبذلك يتخلّص المواطن من “اللولار” للحصول على… الدولار المُحرّر! 

س: هل ستخوض هذه المعركة وحيدًا؟

ج: طبعًا لا، فهناك مجلس إدارة، أعضاؤه من الشخصيّات المرموقة في عالم الاقتصاد والمال من دول خليجيّة وغير خليجيّة.

اخر الاخبار

يلفت موقع "اخر الاخبار" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره