ما يجمع بكركي وحزب الكتلة الوطنية اللبنانية لا تفرّقه بعض الأبواق المستزلمة والرخيصة

متفرقات
04-3-2021 |  06:22 PM
ما يجمع بكركي وحزب الكتلة الوطنية اللبنانية لا تفرّقه بعض الأبواق المستزلمة والرخيصة
1596 views
Source:
-
|
+
تاريخه يشرّف حاضره ليكمل بناء المستقبل... حزب «الأوادم» ثابت لا يتغيَّر
د. ربيع الحجي – عضو مجلس حزب الكتلة الوطنية اللبنانية
لم تكن الحملة المنظمة التي استهدفت حزب الكتلة الوطنية اللبنانية مستغربة، وذلك على خلفية نداء بكركي وتحرك يوم السبت 27 شباط 2021. فلطالما تعرّضت "الكتلة الوطنية" منذ التأسيس، إلى حملة افتراءات وتصرفات شعبوية، ليتضح فيما بعد أنها كانت على حق.
فمنذ معركة الاستقلال، خُوّن الرئيس إميل اده وعُزل عن القرار، وقد نادى البعض يومها بتجريده من حقوقه المدنية، ولو أُخذ برأيه يومها، لكنّا جنّبنا لبنان العديد من المشاكل والحروب حتى يومنا هذا؛ وقد برهنت الأيام صوابية كلامه.
وجاء بعده العميد ريمون اده، الذي أغنى لبنان بالقوانين التي وضعته في مصاف سويسرا الشرق كقانون الإثراء غير المشروع "قانون من أين لك هذا؟"، السرية المصرفية، تصويت المرأة، اقتراح الزواج المدني وغيرها... ومع ذلك، لاقى اعتراضًا من البعض، ولكن مسار الأمور برهن صوابية هذه القرارات.
عارض ريمون اده "اتفاق القاهرة" في العام 1969 الذي وافقت عليه أغلبية قوى "اليمين اللبناني" والذين انضووا لاحقًا في "الجبهة اللبنانية"، فبرهنت الأيام أن معارضة اده لهذا الاتفاق ومخاوفه منه كانت بمحلها مع اندلاع الحرب اللبنانية عام 1975، والتي حاول العميد تجنيب الوطن منها بشتى الوسائل، كما رفض التدخل الأجنبي ودخول الجيش السوري وعارض الاحتلال الإسرائيلي، وأثبتت الأيام مرة أخرى أنه كان على حق.
ريمون اده كان يعلم بصوابية قراراته ورؤيويته الثاقبة وقد طلب أن يكتب على قبره "هنا يرقد ريمون الذي كان على حق – Ici git Raymond qui avait raison". ريمون اده الوحيد الذي قيل عنه "ضمير لبنان" و "ضمير الجمهورية".
أما في عام 2005، خاض عميد حزب الكتلة الوطنية اللبنانية كارلوس اده المعركة السيادية إلى جانب قوى "14 آذار" ولكن سرعان ما انفضَّ التحالف بسبب المواربة في التعاطي العام وبخاصة بعد "التحالف الرباعي".
وفي عام 2011، حذّر العميد كارلوس اده من الوضع الاقتصادي المتفاقم والذي سينفجر يومًا ما، كما ركّز على خطورة "السلاح غير الشرعي" والتابع لولاية الفقيه، ذهبت بعض القوى السياسية إلى مهادنة هذا السلاح والتحالف معه لمصالح إنتخابية. كما ركّز كارلوس اده مرارًا على أنه لا يمكننا توقّع نتائج مختلفة مع إعادة انتخاب الأشخاص / الأحزاب نفسها، خاصة مع رؤيته إلى ما ستؤول إليه الأمور في حال الاستمرار بالنهج عينه في إدارة الدولة اللبنانية وهذا ما وصلنا إليه في العام 2019 وانهيار القطاع الاقتصادي وتدهور سعر صرف الليرة اللبنانية دراماتيكيًا.
ومع إعادة إطلاق الحزب لنشاطه السياسي في العام 2019، استمرت حملة الشائعات الممنهجة، كشائعة بيع الحزب، إلى شائعة بيع بيت الرئيس إميل اده في بيروت، وغيرها... حتى أظهرت الأيام الكذب والافتراء. فمن غير المستغرب أن يكون الحزب الذي كان على حق دائمًا، استمرار هذه الحملات عليه.
وبالعودة إلى تحرّك بكركي، فإن اللجنة التنفيذية في حزب الكتلة الوطنية اللبنانية أيّدت وبصراحة وفي بيان رسمي صدر عنها طرح البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، الداعي إلى الحياد، ففي خمسينيات القرن الماضي، كان حزب الكتلة الوطنية اللبنانية والعميد ريمون اده السباقين بمطلب الحياد والبوليس الدولي على الحدود في الجنوب، واللذين وبعد حين أصبحا مطلب الجميع.
وقد تركت "الكتلة الوطنية" حرية المشاركة بهذا اللقاء للمحازبين والمناصرين، ولكنها لم تشارك بشكل رسمي نظرًا لاتخاذ التحرك طابعًا حزبيًا لأحد أحزاب السلطة.
وبالرغم من تأييد مبادرة الراعي، خرجت "الأبواق الإعلامية" وبحملة منظمة لتتهم "الكتلة الوطنية" بانحيازها للمحور الآخر وهي التي رفضت الدخول في صراع المحاور.
مما لا شك فيه، أن طروحات "الكتلة الوطنية" وحركتها السياسية ما زالت تزعج البعض، فمن طروحاتها المدنية، والبعيدة عن الطائفية والتي تجابه الزبائنية السياسية، تشكّل حجر عثرة بوجه "الأحزاب الطائفية" المبنية على الغرائز، وتعريهم من ورقة الطائفية والشعبوية الذين يتلطون خلفها.
حزب الكتلة الوطنية اللبنانية بوجوده في الوسط السياسي، يتمتع بمروحة علاقات سياسية مع المحافظة على مبادئه. فالأمور واضحة بالنسبة للكتلة الوطنية، أما الأحزاب الأخرى، ففي حين كانوا يشاركون بلقاء بكركي، كانوا يتحالفون ويصوتون مع أحزب السلطة في انتخابات الجامعة اللبنانية. بينما حزب الكتلة الوطنية اللبنانية وحده يستطيع أن يلتقي مع "اليسار" ومع "اليمين" علنًا بينما يسعى الآخرون لعقد اتفاقيات "من تحت الطاولة".
وقد طرحت اللجنة التنفيذية بيانًا ذكّرت فيه بدعم مبادرة الراعي نظرًا للعلاقة التاريخية ولأهمية دور بكركي على الصعيد الوطني، وتوقعت هذه الحملة المنظمة ضدها كما جرت العادة.
ما يجمع بكركي وحزب الكتلة الوطنية اللبنانية لا تفرّقه بعض الأبواق المستزلمة والرخيصة.
إنَّ حزب الكتلة الوطنية اللبنانية، وهو من صميم الثورة أصبح يشكّل عبئًا على الأطراف غير السياديين والذين يشكّلون خطرًا وجوديًا على لبنان والمرهونين إلى الخارج، شرقًا وغربًا، يجهدون لإدخال "الكتلة" إلى صراع المحاور بغية الانقضاض عليها. حتمًا ستفشل خططهم، فشباب الثورة يبحثون عن حزب وطني غير طائفي، واضح الرؤية، تاريخه يشرّف حاضره ليكمل بناء المستقبل بخطى ثابتة دون تقديم التنازلات لأحد، فليس عن عبث هو حزب "الأوادم" وهو لم يَخُن شعبه يومًا ولم يساوم على وطنه... ولا يزال.

متفرقات

يلفت موقع "اخر الاخبار" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره