سياسة دونكشوتية على منابر التواصل الاجتماعي

اخر الاخبار
16-6-2019 |  07:11 PM
سياسة دونكشوتية على منابر التواصل الاجتماعي
1203 views
Source:
-
|
+
ما يتميز به عصرنا الحديث هو التطور الهائل في تكنولوجيا الإتصالات التي أفرزت مواقع التواصل الإجتماعي بصفحات متعددة. هذا التطور الذي شهدناه على هذه الأخيرة لتصبح منبراً لإطلاق شتى المواقف في جميع دول العالم, ومنها المواقف  السياسية التي باتت ركيزة في الكثير من الحملات السياسية

كيف تلقى مجتمعنا اللبناني هذا التطور وماذا في سلبياته؟

ما يميز المجتمع اللبناني عن باقي المجتمعات المحيطة, هو حرية التعبير وتبنيه لكل تطور يحصل في دول العالم، فهو اليوم نشيط على جميع هذه الصفحات ويشارك في جميع الحملات الداخلية والخارجية.  يتبادل خبرات الحياة مع الأخرين، يكتسب معلومات هامة من خلال متابعة جميع الصفحات التي تهمه، يبدع في قطاعات عديدة من خلال مشاركته في الكثير من المجموعات كما أنه يكتسب الكثير من الإبداعات الثقافية التي تدور حوله بالإضافة إلى العديد من النقاط الإيجابية التي لا تحصى ولا تعد

أما في السياسة فقد استطاعت الاحزاب اللبنانية السيطرة على العديد من مواقع التواصل الإجتماعي حيث أنها باتت تستعملها لتصفية الحسابات مع اخصامها السياسيين، كما أسست ما يسمى ب "جيوش إلكترونية" عبر قواعدها الشعبية التي لا تتحرك على الصفحات إلا من خلال إشارة من المسؤولين الحزبيين حيث أن جميع الكلمات والعبارات مباحة مما أدى إلى تدني مستوى الكلام والأخلاق وخلق فتن في بعض الأحيان

أما عن سياسيينا فحدث ولا حرج! يجتمعون في الداخل ليخرجوا ويطلقوا كافة أنواع المواقف عبر مواقع التواصل الإجتماعي، حيث أنهم يعمدون في الكثير من الأحيان إلى استفزاز الفريق الآخر.... هذا الأسلوب الدنيء واللامنطقي المعتمد حديثاً، يرمي إلى زيادة التوتر السياسي في البلاد، فهم يجتمعون في مجلس الوزراء ومجلس النواب حيث يمكنهم قول ما يشاؤون والتحاور مع من يشاؤون، ولكن في الخارج عليهم أن يبدووا ايجابيين ويخففوا بالتالي حدة  الإحتقان بين المواطنين وإن أرادوا الإنتقاد فليكن انتقادهم بناء لا شعبوياً استفزازياً.

إن وسائل التواصل الإجتماعي إنجاز حضاري عظيم ، فالإنسان وحده يستطيع تحديد سبل الإستفادة منها، لذلك علينا جميعاً التنبه من خطر الإنجرار وراء محاولات إستعمالها بطريقة سيئة، والتصدي لجميع أنواع الضغوط والإستفزاز.... لأنه لن ينفع الندم حينها

سيمون بيار الخوري

يلفت موقع "اخر الاخبار" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره