أمين الجميل : معاناة الصحافة في لبنان مرآة تعكس معاناة الوطن

محلي
21-3-2019 |  08:06 PM
أمين الجميل : معاناة الصحافة في لبنان مرآة تعكس معاناة الوطن
1563 views
Source:
-
|
+
افتتح الرئيس أمين الجميل ندوة "أي مستقبل للصحافة اللبنانية" التي نظمتها مؤسسة "بيت المستقبل"، بالتعاون مع كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية- الفرع الثاني، في مبنى الكلية في سد البوشرية، وشارك فيها عميد الكلية الدكتور جورج صدقة، الوزير السابق ملحم الرياشي، رئيس تحرير صحيفة "اللواء" صلاح سلام، الناشر والإعلامي مالك مروة، والإعلامي بشاره شربل. وحضرها النائب ادي ابي اللمع ومدير الكلية الدكتور هاني صافي ومديرو كليات ودكاترة واساتذة واعلاميون وطلاب.

بداية النشيد الوطني، فنشيد الجامعة اللبنانية. وتحدث الجميل، فاعتبر ان "مبادرات جمع الجامعة اللبنانية مع مراكز التوثيق لها اهمية كبيرة وهي خطوة نوعية لدعم الجامعة اللبنانية ومراكز التوثيق وهي تعمل على إنفتاح الجامعة على الشأن العام والمشاكل المعاصرة، إغناء مراكز التوثيق والبحوث بالبعدين الأكاديمي والتخصصي، تعزيز التعاون بين الجامعة اللبنانية ومؤسسة "بيت المستقبل" الذي بدأ منذ زمن ويتكلل الآن بهذه الندوة المشتركة مع كلية الإعلام. ولقد عقدنا عدة ندوات تحت عنوان "الشراكة مع الجامعة اللبنانية".

وقال: "لن أستبق مداخلات ومناقشات الدكاترة المشاركين في هذه الندوة عن "أي مستقبل للصحافة اللبنانية" في هذه الظروف لانتشال ليس فقط الصحافة بل لبنان من المستنقع الخطير الذي يغرق فيه. فحساسية هذه المسألة عند اللبنانيين تعود إلى أسباب عدة، أهمها العلاقة التي تربط لبنان واللبنانيين بالصحافة حتى قبل نشوء الكيان اللبناني في العام 1920، كما الدور الذي لعبته في الداخل أو في الخارج، لجهة الرسالة التحديثية التي نشرتها في المنطقة والنهضة الفكرية والثقافية التي دفعت بها. ولا بد من أن نذكر أن وراء النهضة العربية الحديثة، العابرة لحدود الأقاليم، كانت نخبة لبنانية مثقفة أمثال سليم وبشارة تقلا، مؤسسي جريدة "الأهرام المصرية"، ورئيس تحريرها لعقدين تقريبا، أنطوان باشا الجميل. وأهمية الصحافة اللبنانية، أنها كانت تجسيدا لحقيقة: أن كيانية لبنان متلازمة مع الحرية. ومبدأ الإنفتاح والديموقراطية وقبول الآخر".

وأعلن أن "عدد الدوريات، أي الصحف والمجلات، التي أسسها لبنانيون في لبنان والخارج بين عام 1858 مع ميلاد "حديقة الأخبار" لصاحبها ميخايل جبرايل الخوري وعام 1974، بلغ 1500 دورية، مثلت عن حق الحضور اللبناني في العالم العربي ونقلت هموم هذا الأخير إلى العالم برمته. واليوم، من المؤسف أن معظم هذه الدوريات الثقافية والعلمية والأدبية توقفت عن الصدور، ولم يعد معروفا منها سوى الإسم. وهذا ما نشهده اليوم في لبنان ويحز في أنفسنا مع اختفاء ليس فقط الدوريات الثقافية والعلمية والأدبية، بل أيضا كبريات الصحف على غرار السفير والأنوار وشقيقاتها من مجلات دار الصياد وعددها أربع، إلى المستقبل والاتحاد".

وقال: "صحيح أن مسار الصحافة اللبنانية واجه في تطوره معضلات كثيرة: أبرزها حرية التعبير التي بلغت أوجها في العهد العثماني مع إعدام جمال باشا يوم 6 أيار من العام 1916 لعدد من الصحافيين أصحاب القلم الحر، وصولا إلى شهداء الحرية بين الصحافيين في تاريخ لبنان الحديث من فؤاد حداد ونسيب المتني وكامل مروة مرورا بسليم اللوزي ورياض طه، وصولا إلى سمير قصير وجبران التويني. ومع ذلك قاومت وتمكنت ليس فقط من الصمود بل أيضا التطور والازدهار والمدافعة عن الحق الإنساني، إنما لم تصل مصاعبها إلى المستوى التي وصلت إليه اليوم حيث تشابكت لتشمل جوانب عدة، من هجمة التكنولوجيا الحديثة التي غيرت مفهومي الإعلام والإعلامي، إلى العائق المالي والاقتصادي إلى البيئة السياسية والاجتماعية التي لا نبالغ إذ نقول أنها أصبحت طاردة للإقلام الشجاعة الحرة مثل استدعاء الصحافيين. وإذا أردنا أن نكون واقعيين، لا بد لنا من الاعتراف أن كل هذه الأسباب مجتمعة ما كانت لتؤثر في الصحافة كما فعلت لو أنها بقيت كما عهدناها. قامت الصحافة اللبنانية على أكتاف جبابرة وعقول نيرة وحكيمة ونفوس حرة أبية، تميزوا بتهذيب الكلمة والمعرفة الشاسعة وما تتطلبه المهنية من موضوعية واستقلالية وجرأة. كانت الصحافة حرة وليست مأجورة، وكانت رسالة سامية قبل أن تكون تجارة.

باختصار، معاناة الصحافة في لبنان ما هي إلا مرآة تعكس معاناة الوطن، ولعلنا في تشريح أسباب السقوط نكون في الوقت عينه نتبصر في حال الإنكماش التي وصلنا إليه في السياسة والتربية والثقافة والاجتماع والاقتصاد. إن أسباب السقوط كثيرة كما شروط النهوض، وأترك مناقشتها لهذه الندوة مع خبراء معنيين وأبناء المهنة".

وختم: "يبقى أنني على قناعة بأن كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية قادرة على تشخيص الواقع المرير الذي تعيشه صحافتنا اليوم، وما يعاني منه الصحافيون اللبنانيون من صعوبات على أنواعها، وأن هذا المؤتمر قادرٌ أن يجترح الحلول التي من شأنها أن تنهض بصحافتنا من جديد، وتعيد لها بريقها وحضورها وإنتشارها ورسالتها".

محلي

يلفت موقع "اخر الاخبار" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره