البطريرك الرّاعي: السياسيّون يعرقلون التشكيل

محلي
16-12-2018 |  11:34 AM
البطريرك الرّاعي: السياسيّون يعرقلون التشكيل
820 views
Source:
-
|
+
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي

بعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان: "لما قام يوسف من النوم فعل كما امره ملاك الرب" قال فيها:

يسعدنا أن نحتفل معا بالليتورجيا الإلهية في تذكار البيان ليوسف، وقد بدأنا ليلة أمس تساعية الاستعداد لميلاد الفادي الإلهي ومخلص العالم. إنها تذكرنا بمسيرة الأجيال المنتظرة عبر أقوال الأنبياء والكتب المقدسة، مجيء المسيح المخلص الذي وعد به الله منذ سقوط الإنسان الأول، آدم وحواء، في الخطيئة، وتشويهه صورة الله فيه .

هذه المسيرة تتواصل فينا، فنرجو أن نجعل من التساعية مناسبة لاستعداد روحي قائم على الصلاة والتوبة والمصالحة مع الله والناس، وعلى أعمال المحبة والرحمة تجاه العائلات التي يحرمها فقرها والعوز من بهجة الأعياد.

هذا الكلام موجه إلى كل صاحب مسؤولية في العائلة والمجتمع والكنيسة والدولة. وأوجهه على الأخص إلى المسؤولين السياسيين الذين يعرقلون تأليف الحكومة الجديدة وبالتالي يزيدون الأزمة الإقتصادية والمالية وما يتصل بهما، حتى أنها بلغت حيز الخطر على البلاد، اضافة إلى المزيد من فقر المواطنين وتحطيم آمال الشبيبة وطموحاتها.

كيف يمكن قبول هذا الواقع الشاذ في ممارسة العمل السياسي والإفراط في السلطة. كيف يمكن أن يتفاهم ويتحاور ويتشاور أهل السلطة والتكتلات النيابية والنافذون، فيما كل واحد وكل فريق متمسك برأيه ومطلبه؟

هل المقصود تعطيل الدولة التي تخسر يوميا من وارداتها ويتفاقم دينها مع إطلالة كل صباح، لغاية مبطنة ما؟ إن السلطة من طبعها مدعوة لتبني لا لتهدم، لتتقدم بالبلاد إقتصاديا وإنمائيا وأمنا لا لتعود به إلى الوراء، لتوفر الخير العام للمواطنين لا لإفقارهم.

إفتحوا، أيها المسؤولون السياسيون، نافذة ليدخل نور الله إلى عقولكم وقلوبكم، فيخرجها من ظلمة المصالح والتحجر والبغض، ومن ظلمة الفساد والمكاسب غير المشروعة، ويصلح حياتكم لكي تصلحوا أداءكم لخير لبنان وشعبه ومؤسساته.

في مسيرتنا الروحية نحو الميلاد، نرفع صلاتنا بالمزمور السادس والعشرين قائلين: وجهك يا رب ألتمس. وهي صلاة ترافقنا كل يوم، بحيث نستحضر الله، ونترك جانبا انشغالاتنا وهمومنا، وندخل في خلوة مع الله، لكي يخاطب قلب كل واحد منا، ويوحي ما يريد.

فتتبدل حياتنا، وتتجدد بالقيم الروحية والإنسانية والأخلاقية. وتصبح نشيد تسبيح وشكر للثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد. آمين".

بعد القداس، استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الإلهية.

محلي

يلفت موقع "اخر الاخبار" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره