"الكتائب" و"المردة"...باسيل يجمعهما وحزب الله يفرّقهما

محلي
15-9-2018 |  09:41 AM
"الكتائب" و"المردة"...باسيل يجمعهما وحزب الله يفرّقهما
1584 views
aawsat Source:
-
|
+
لم تعرف العلاقات بين حزبي "الكتائب" و"المردة" هذه الحرارة التي شهدتها اخيراً، وان كانت الاجتماعات التي عُقدت في الأيام الماضية انطلقت من واجب تقديم التعازي لرئيس "المردة" سليمان فرنجية بوفاة عمه روبير فرنجية. إذ بدا واضحا في البيان الصادر عن "الكتائب" بعيد لقاء النائب سامي الجميل على رأس وفد بفرنجية في دارته في منطقة بنشعي ان الاجتماع كان مخصصا بالأصل لبحث الأوضاع والتطورات، وتخلله تقديم واجب العزاء.

ولم يقتصر الحراك بين الحزبين على هذا اللقاء، إذ تبعته زيارة قام بها النائب الكتائبي نديم الجميل إلى بنشعي، اكد خلالها "ان بعد إجراء الانتخابات النيابية اصبح هناك علاقة جديدة بيننا وبين النائب طوني سليمان فرنجية"، معتبراً "ان في ظل الظروف الصعبة التي يمرّ بها البلد، علينا ان نتوحد ونتضامن من اجل مواكبة ومواجهة كل الصعوبات مع بعضنا البعض من اجل مصلحة كل لبناني ومصلحة لبنان".

ولطالما كانت النظرة الاستراتيجية للملفات السياسية تفرق بين "المردة" و"الكتائب". فالخلاف بين عائلتي فرنجية والجميل قبل الحرب وخلالها، تمدد في السنوات الماضية مع تمترس كل من الفريقين في محور، "الكتائب" في صفوف "14 آذار" و"المردة" في صفوف فريق "8 آذار".

ولا تزال الخلافات حول العلاقة مع سوريا وسلاح "حزب الله" تظلل العلاقة بين الحزبين وتمنع تطورها باتجاه تحالف سياسي، إلا ان عملية خلط الأوراق التي بدأت مع تبني تيار "المستقبل»" و"القوات اللبنانية" ترشيح العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية وما تبعها من تحالف سياسي بين "القوات»" و"التيار الوطني الحر"، تم تعليقه اخيراً، كلها تطورات دفعت مختلف الفرقاء لمحاولة فتح قنوات تواصل مع باقي القوى السياسية خوفا من إقصائها أو استبعادها عن الحكم.

ولعل ما تم تسريبه قبل مدة قصيرة من اتفاق "معراب" والذي لحظ عملية تقاسم للمواقع المسيحية بين الحزبين من دون ان يلحظ اي حصة او دور لباقي الأحزاب المسيحية، جعل هذه الأخيرة تستنفر وتعيد ترتيب اوراقها للتصدي لمحاولات تهميشها. وهو ما اشارت إليه مصادر مطلعة على الحراك الحاصل على خط بنشعي – الصيفي، مؤكدة "ان التواصل دائم بين الطرفين والتطورات والمستجدات الأخيرة بطبيعة الحال تفرض على الجميع التلاقي والحوار بسبب سياسة الغائية يمارسها وزير الخارجية جبران باسيل، اضف ان العهد لم يتمكن من استيعاب اي طرف مسيحي، وهو ما بدا جليا مع انهيار حتى حلفه مع "القوات".

واشارت المصادر إلى "ان حتى في ملف كملف صلاحيات رئاستي الجمهورية والحكومة، لم يتمكن العهد من اجتذاب اي من القوى المسيحية إلى صفه، لأن هذه القوى تدرك تماما ان العهد يدافع عن نفسه وليس عن صلاحيات المسيحيين"، مشددة على "ان هذه الصلاحيات لا تستعاد بالتهجم على الآخر بل عن طريق الحوار والنقاش". اضافت المصادر "يتبين ان يد المردة ممدودة إلى الجميع، لذلك نحن اليوم نشهد تطوراً مستمراً ولافتا في علاقته مع القوات، كما تطور في علاقته مع "الكتائب"، وحدها العلاقة مع "التيار الوطني الحر" غير موجودة لأن مشكلته مع كل الفرقاء دون استثناء، وبدأ ذلك يهدد بنية البلد، وهو أمر خطير يستوجب النقاش".

ورغم انتهاج حزب "الكتائب" في المرحلة الماضية وبالتحديد بعيد الانتخابات النيابية سياسة تهدئة لإعطاء فرصة للعهد، فإن ذلك لم يمنع تواصله مع "المردة" الذي يعد حاليا ابرز خصوم "التيار الوطني الحر". ويؤكد عضو المكتب السياسي في "الكتائب" سيرج داغر "ان التواصل دائم مع «المردة» ولا يقتصر على اللقاءات التي تتم بين رئيسي الحزبين، فالنقاش مفتوح معهم حول كل الملفات المطروحة، فنحن نتلاقى معهم مثلا على الأداء الجدي لوزرائنا في الحكومات إضافة لعدم انخراطنا في الفساد وإصرارنا على الحضور المسيحي في الدولة"، لافتا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى "ان الخلاف حول العلاقة مع النظام السوري أو على سلاح "حزب الله" لا يعني عدم قيام علاقة مبنية على الاحترام والصراحة، بعيداً من علاقات المصلحة التي ادت إلى تداعي احلاف سياسية اخيراً". اضاف داغر "اوراق اتفاق معراب اظهرت صراحة ان هناك نية بالاستئثار بالساحة المسيحية، وهو آخر ما نسعى إليه مع "المردة" بحيث نرفض الثنائيات ونتطلع دائما لتقديم رؤى وافكار جديدة تغني الساحة المسيحية المتميزة بتعدديتها".

بولا اسطيح-الشرق الاوسط

محلي

يلفت موقع "اخر الاخبار" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره