عاصفة بلدية طرابلس: مفاوضات فتهديد فاستقالة
|
639 Views
|
08:25
| 04-06-2025
|
من الواضح أن المجلس البلديّ في طرابلس سيحتاج إلى وقت طويل حتى تستقرّ شؤونه ويبدأ مرحلة الإنتاج وضخّ الحياة في المدينة المتعبة. فلم تمض الساعة الأولى من رئاسة عبد الحميد كريمة لبلدية طرابلس، حتى بوغت بشهر سيف الاستقالة من 12 عضواً من المجلس البلديّ، أعضاء لائحة “نسيج طرابلس” الـ 11 الذين فازوا بالانتخابات، ومعهم العضو الوحيد الفائز عن لائحة “حراس المدينة”.
التصعيد من قِبل “نسيج طرابلس” في وجه كريمة وفريقه، والذي انتُخب رئيساً للبلدية بـ 13 صوتاً كان متوقّعاً، لا سيّما أن الانتخابات البلدية والاختيارية الأخيرة، أفرزت مجلساً بلدياً مكوّناً من فريقين غير متجانسين على الإطلاق، يتبادل كلّ منهما الاتّهامات بحق الآخر. ففيما يعتبر فريق لائحة “نسيج طرابلس” بأن أعضاء فريق “رؤية طرابلس” هم لائحة السياسيين في البلدية، تنظر “رؤية” إلى “نسيج” على أنها فريق يريد المكاسب والمناصب في البلدية والاتحاد، وفرض أمر واقع عكس مجريات نتائج الانتخابات، ملتحفاً ثوب المجتمع المدني.
مفاوضات
شهدت الساعات الأخيرة قبل إعلان الاستقالة، مفاوضات على مستوى واسع بين الطرفين، برعاية رجال دين ومحافظ الشمال بالوكالة إيمان الرافعي. وفي خلال المفاوضات التي تمّت تحت ضغط التهديد بالاستقالة، وضع وائل زمرلي وفريقه شرطاً لإمكانية العمل مع رئيس البلدية عبدالحميد كريمة وفريقه، يقضي بقبول كريمة ترؤس زمرلي اتحاد بلديات الفيحاء، ومنحه مع فريقه القدرة الكاملة على المشاركة في صنع القرار، لا أن يتفرّد بقرارات المجلس. وطالبوا بأن تكون هذه التعهّدات مكتوبة ومضمونة.
هذه المطالب اعتبرها كريمة وفريقه نوعاً من الانقلاب على نتائج الانتخابات. وفي هذا السياق تشير المعلومات، إلى أن النائب فيصل كرامي وهو أحد الداعمين الأساسيين للائحة “رؤية طرابلس” ولرئيس البلدية عبدالحميد كريمة، يرفض بشكل قاطع تسليم منصب رئاسة اتحاد بلديات الفيحاء إلى وائل زمرلي، ويراه على طرف نقيض في السياسة، ويعتبر كرامي أن رئاسة الاتحاد يجب أن تؤول إليه، لأنه قادر على حسمها انتخابياً.
معركة سياسية
يبدو بأن معركة رئاسة البلدية والاتحاد في طرابلس قد تحوّلت إلى مواجهة سياسية مكتملة الشروط، بين كل من النائب فيصل كرامي الذي يدعم بشكل واضح الرئيس الحالي عبدالحميد كريمة، وبين رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، الذي يساند الفريق الثاني من خلف الكواليس، محاولاً بذلك منع كرامي من السيطرة على البلدية والاتحاد، وتجيير ذلك الإنجاز لصالحه سياسياً.
في محصّلة اليوم البلدي الطرابلسي الطويل، أودع الأعضاء الـ 12 استقالاتهم لدى محافظ الشمال بالوكالة إيمان الرافعي. ومن المفترض أن ترفعها الأخيرة إلى وزارة الداخلية والبلديات، وعلى الأخيرة اتّخاذ القرار النهائي للبتّ بمصير مجلس بلدية طرابلس، لجهة حلّه وإعادة الانتخابات بعد مهلة الشهرين.
مايز عبيد - "نداء الوطن"
يلفت موقع "اخر الاخبار" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره