مُنازلة سياسيّة قوّاتية - عونيّة في القاع ورأس بعلبك
446 Views
|
08:34
| 16-05-2025
|
تتّجه البلدات المسيحيّة في محافظة بعلبك- الهرمل الأحد المقبل، إلى خوض منازلة انتخابيّة سياسية، لا سيّما بعد فشل «القوات اللبنانية»، الأكثر تمثيلاً، والأحزاب المتبقّية، وأوّلها التّيار الوطني الحر، في التوافق على لوائح تُعفيها من المواجهة. وبذلك، تحوّلت الانتخابات البلدية والاختيارية إلى معركة سياسية، لتثبيت الأحجام والنّفوذ.
وأبرز تلك المعارك، ستُخاض في بلدة القاع الحدوديّة، حيث يَطغى البُعدان السّياسي والعائلي على البُعد الإنمائي، في ظلّ الحضور الحزبي الواضح على اللائحتين الأساسيّتين، اللتين شُكِّلتا عقب فشل التوافق على لائحة مشتركة حزبية- عائلية. اللائحة الأولى هي «أرضي هويّتي» المدعومة من «القوات اللبنانية» ويرأسها رئيس البلدية السابق وعضو الهيئة التّنفيذية القوّاتية بشير مطر. أمّا اللائحة الثانية، فهي لائحة «أهل القاع» التي يدعمها التّيار الوطني الحر ويرأسها مناصفةً عضو مجلس البلدية السابق نقولا مطر، وجورج نصرالله.
ويخوض الطرفان المعركة تحت عنوان «إثبات الوجود»، فـ«القوات» تولي اهتماماً خاصّاً للبلدة، التي تُعدُّ مَعقلاً لها، أو على الأقل باعتبارها «قوّاتية الهوى». ولذلك فقد عمل أهلها ما في وسعهم لتشكيل لائحة «تمدّ اليد للكلّ»، على حدّ قول مطر، الذي لفت إلى أن ما يحكم الانتخابات البلدية هو الرأي العام ومزاج الناخبين، واعتبارات يختلط فيها السياسي بالعائلي وحتى الشخصي.
أمّا التيار الذي يدخل الاستحقاق هذه المرة بلائحة موحّدة، فلا يطمح اليوم لإسقاط البلدية في القاع، بقدر ما يعنيه إثبات وجوده فيها وتحقيق التقدّم في النتائج. ولا تعود هذه القناعة لعدم الرغبة في ذلك، إنما لخصوصية القاع ورمزيتها التي تفرض عليه ذلك، انطلاقاً من الوجود القواتي القوي، واستناداً إلى تجارب الانتخابات البلدية السابقة.
ففي آخر انتخابات بلدية أجريت في عام 2016، لم يستطع العونيون المواجهة بسبب فشلهم في التوافق على لائحة واحدة في مواجهة اللائحة المدعومة من «القوات»، وهو ما أسفر في آخر النهار الانتخابي عن نتيجة صفر إنجاز للتّيار، في مقابل حصول «القوات» على 14 مقعداً من أصل 15. ويُرجِعُ النائب سامر التوم، ابن بلدة القاع العوني، وراعي لائحة «أهل القاع»، هذا الأمر، إلى تشتّت أصوات العونيين في الانتخابات السابقة بين لائحتين، «وهو ما عزّز حضور اللائحة المدعومة من القوات والتي حصّلت بحدود 40% من الأصوات، فيما توزّعت الـ 60% المتبقّية على اللائحتين اللّتين وقفتا في وجهها».
وإذ استفاد العونيون اليوم من درس الانتخابات البلدية السابقة، فعملوا على تشكيل لائحة واحدة مدعومة منهم بشكل مباشر، إضافةً إلى عدد من العائلات، إلّا أن ذلك ليس معياراً لحسم المواجهة في القاع تحديداً. فهناك، لا وجود لمعادلة، إما التّيار أو «القوّات»، وذلك انطلاقاً من عوامل عدة، منها ما يتعلّق أولاً بطبيعة المنطقة والمزاج الشّعبي والرأي العام، إذ لا يمكن لأحدٍ أن يتكهّن ما الذي سيضعه القاعيُّون في الصندوق الأحد المقبل، مع اختلاط المعيار العائلي بالسياسي، والشخصي أيضاً.
كذلك في بلدة رأس بعلبك، تَطغى السياسية على الاستحقاق الانتخابي. إذ تتنافس «القوات» بلائحة «نبض رأس بعلبك»، التي يرأسها مناصفةً المُتعهِّد نضاف مشرف، القواتي المقرب من تيار المستقبل، والشيوعي السابق طوني العرجا.
المنازلة الانتخابية تنسحب أيضاً على بلدات دير الأحمر، فباستثناء بلدية برقا التي فازت بالتّزكية، تتّجه قرى الدّير السّبعة نحو معركة. إذ تخوض بلدة الزرازير معركة عائلية بامتياز بين لائحتين مكتملتين، ومثلها بلدات بشوات وبتدعي وشليفا ونيحا المحفارة والقدام. أمّا دير الأحمر، ففشلت «القوات» في تأمين الفوز ببلديتها بالتّزكية. فهي تتّجه نحو معركة انتخابية، وإن غير متكافئة، بين لائحة مكتملة وأخرى غير مكتملة، تتألف من 3 مرشحين فقط.
رامج حمية " الاخبار"
يلفت موقع "اخر الاخبار" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره