إنتخابات طرابلس توطئة للنيابة؟ العلويون مفاجأة المدينة
503 Views
|
07:56
| 16-05-2025
|
لم تخلُ الانتخابات البلدية والاختيارية في طرابلس من نكهة سياسية، ولو أن القوى المشاركة على مستوى النواب والأحزاب والمجتمع المدني لم تخُضها على غرار الانتخابات النيابية، بل أقدمت على دعم مرشحين انقسموا إلى 3 لوائح. وشكّل العلويون مفاجأة الاستحقاق، وهو ما سيُحسب لهم جيدا في انتخابات صيف 2026.
صحيح أن لائحة "رؤية طرابلس" نالت 12 مقعدا مقابل 11 لـ"نسيج طرابلس" ومقعد واحد لـ"حراس المدينة"، إلا أن الثابت أن الفائزين اعتمدوا على أنفسهم أولا ولو أنهم خاضوا هذه المواجهة تحت مظلات سياسية، حيث التقى في الأولى النواب فيصل كرامي وأشرف ريفي وطه ناجي (الأحباش) وكريم كبارة. وساهم النائب إيهاب مطر في دعم الثانية مع جهات عدة من مجموعات إسلامية ومجموعة "عمران"، بمساعدة "الجماعة الإسلامية" التي خسرت الشعبية التي كانت تتمتع بها في المدينة.
وفي القراءة السياسية لهذه النتائج يتبين أن النواب والأفرقاء المشاركين أظهروا جميعهم عدم رغبة في "كسر العظم"، فتركوا القرار لفاعليات عائلية وناشطين في تصدر المشهد. ومن الخطأ إسقاط هذه الحصيلة وخريطة التحالفات البلدية على النيابة، لطبيعة قانون الانتخاب أولا، ثم للخلافات في الخيارات السياسية.
وقد أظهرت الوقائع أن القوى متقاربة في الأحجام، مع التوقف عند مقاربة الرئيس نجيب ميقاتي الذي لم يلتزم لائحة واحدة.
ولذلك لم تبذل الماكينات الكبرى الجهد المطلوب في الاستحقاق البلدي. ولا يمكن القول إن مطر كان وحده وراء فوز "نسيج طرابلس"، بل ثمة جهات عدة أنضوت في هذا التحالف، الذي ليس من الثابت أنه يصمد في النيابة. من هنا ليس في إمكان أي جهة أن تقول إنها الأولى في المدينة، في انتظار موعد السباق على حجز مقاعدها في البرلمان، ولذلك تعامل ميقاتي مع البلدية بـ"حياد" مع الجميع.
في هذا السياق، يرى السياسي خلدون الشريف أن معركة طرابلس البلدية "لا يمكن حسابها في السياسة، فقد تجنب كل الأفرقاء التورط المباشر حرصا على الحفاظ على حد أدنى من التجرد قبل سنة من الانتخابات النيابية، التي ستشهد تنافسا حادا بلا شك. لذا جاء التبني خجولًا ومتأخرأ للقوائم الأساسية. غياب التمثيل النسائي والمسيحي مؤسف، وهذا ثمن الديموقراطية والتصويت الأكثري. أما التصويت العلوي فقد كان محليا صرفًا لا يخضع لحسابات إقليمية، وكان مؤثرًا وشكّل بيضة قبان حقيقية".
وكان العلويون مفاجأة الانتخابات البلدية، إذ نجحوا في حجز مقعد بلدي لهم في "رؤية طرابلس" وفوزهم ب 7 مخاتير من أصل 14 في التبانة. ومن اليوم ستبدأ الماكينات الحزبية بـ"تشريح" كل النتائج.
ويتحدث النائب حيدر ناصر بارتياح عن هذه المشاركة العلوية، ولو أن العرف كان يقضي بتمثيل ثلاثة في المجلس البلدي. وهو راض عن هذه الحصيلة "جزئيا"، وقد تبين له أن أبناء هذا المكون "أصحاب قرار ولا يطعنون، ومن الواجب العمل والتعاون مع الإخوة السنة والمسيحيين للنهوض بالمدينة حتى تبقى للجميع". وترفض مصادر كرامي تصوير الانتخابات على أنها سياسية. وتدعو إلى حصر جهود كل الأفرقاء بالإنماء وترك النيابة إلى موعدها، مع اعترافها بأن التلاقي البلدي الذي حصل ليس بالضرورة أن ينسحب على الانتخابات النيابية، "ونحن نتعامل مع خصوم في السياسة وهم ليسوا أعداء لنا".
ولا يرى كرامي مشكلة في رئاسة المجلس البلدي "ومن الآن أقول إن الـ24 يمثلونني".
ويقول النائب مطر إن الانتخابات صبت في مصلحة المدينة، حيث شكلت لائحته "فرصة للتغيير"، و"حصلت "نسيج طرابلس" على ثقة كبيرة من الناخبين". ولا يرى وجوه اللائحة المنافسة من "الفاقعين سياسيا". ويرجح أن تكون رئاسة البلدية من نصيب وائل زمرلي، "وما يهمني بصفتي نائبا تغييريا ومستقلا بالتعاون مع المجمتع المدني هو مدّ اليد للتعاون مع الجميع للنهوض بالمدينة والاستفادة من أخطاء المجلس السابق وعدم تكرارها".
رضوان عقيل- "النهار"
يلفت موقع "اخر الاخبار" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره