انتهت ”زوبعة” بهاء الحريري

محلي
15-8-2020 |  09:35 AM
انتهت ”زوبعة” بهاء الحريري
2414 views
Annahar Source:
-
|
+

الأسبوع الماضي، عندما قرّر مجلس الوزراء إقفال البلد بالكامل من صباح الخميس 6 آب الى صباح الثلثاء 11 منه، لم يستند الى تقارير كورونية، وإنما أراد التصدّي لأي ردّة فعل قد ترافق الحكم في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري الذي كان مقرراً صدوره الجمعة 7 آب، وتم إرجاؤه الى الثلثاء المقبل 18 آب، بسبب الظروف التي رافقت الانفجار الهائل في مرفأ بيروت وما سبّبه من تداعيات كارثية إنسانية واجتماعية وسياسية.
واذا كان الرئيس سعد الحريري أراد أن يتعامل بحزم مع الحكم القضائي المنتظر منذ 15 سنة، من دون تساهل ولا تسامح، لاسباب عائلية وانسانية وشخصية، وايضا سياسية داخلية وخارجية، إلا أن التقارير الأمنية التي عرضت على مجلس الوزراء، أفادت آنذاك، بأن السيد بهاء الحريري أعد لانطلاقته السياسية، وضرب لها موعداً في 7 آب، عبر تحركات في الشارع في مناطق عدة في بيروت وعكار وسعدنايل – البقاع، وكان يترصّد الموقف “الضعيف” لشقيقه ليتوثّب عليه وعلى “تيار المستقبل” متهماً إياهما بالتواطؤ ضمناً، والتخاذل، والخضوع لـ”حزب الله”، والرضوخ لمشيئة الرئيس نبيه بري، بعد التسوية الرئاسية مع العماد ميشال عون وصهره الوزير السابق جبران باسيل.
وهذا الخطاب القائم على العصبية الطائفية اولا، وجد صداه في الشارع السنّي الذي شعرقبل مدّة، بأن الرئيس عون عبر صهره، والثنائي الشيعي، صادرا قرار سعد الحريري، وأصابا الطائفة السنية ودورها في لبنان بشكل عميق، بعد انقطاع شبه كامل مع المملكة العربية السعودية الراعية التاريخية للطائفة وللموقع الذي يمثلها في التركيبة اللبنانية وهي رئاسة الوزراء. وعمل اكثر من طرف داخلي وخارجي، للضرب على هذا الوتر.
لكن الانفجار الكارثي والذي أرجأ الحكم، أصاب بهاء الحريري وحركته في الصميم، وجعلهما “زوبعة في فنجان” كما وصفتها في مقالة سابقة، فقد أدى الانفجار الى تغيّر عميق في الرأي العام اللبناني، وبات يرفض بشكل كلّي صراع الأخوة على الانقاض، وتحويل الشعب وقوداً في ذلك الصراع. ذلك أن أهالي الشمال والبقاع هبّوا لنجدة أخوتهم في المواطنة في بيروت من دون حسابات سياسية، وأدى سقوط حكومة الرئيس حسان دياب الى التطلّع مجدداً الى الرئيس سعد الحريري كبادرة أمل لإصلاح ما تهدّم، خصوصاً متى ربط اللبنانيون مشروع إعمار وسط بيروت بآل الحريري دون غيرهم. أضف الى ذلك كله أن المملكة العربية السعودية التي غابت عن بيت الوسط، لم تجد بديلاً تراهن عليه، ولا بهاء الذي يتخوف البعض من ارتباطاته باحلاف مناوئة للمملكة، لتعود وتردم الهوّة مع الحريري، وإن بخطوات بطيئة ومدروسة، وبالتالي فإن حركة بهاء الحريري ستتدحرج لا لتتحول كرة ثلج، بل لتنقاد الى المهوار.
سيصدر الحكم الثلثاء المقبل في أجواء حزينة، وسيهلّل له كثيرون، لكن وقعه سيكون أقل من المتوقّع خصوصاً إذا ما أصاب أفراداً فقط، صاروا في عداد الموتى، ولن يكون سهلاً استغلال القرار لغايات مشبوهة، إلا إذا أراد الرئيس سعد الحريري ذلك، وهو حتما لا يريد.

غسان الحجار - النهار

محلي

يلفت موقع "اخر الاخبار" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره