"لا" انتخابات نيابية مبكرة وربما التمديد للمجلس الحالي.

محلي
13-8-2020 |  08:18 AM
"لا" انتخابات نيابية مبكرة وربما التمديد للمجلس الحالي.
929 views
Source:
-
|
+
عندما انطلقت عملية الاستقالات النيابية، والتي اقتصرت على استقالات فردية من نواب «الكتائب» الثلاثة، إضافة إلى النائب بولا يعقوبيان.. ولاح احتمال حصول استقالات جماعية لنواب كتل «القوات» و«الاشتراكي» و«المستقبل»، لكن الرئيس بري دخل على الخط وأوقف هذه الحركة بأن اقترح على وليد جنبلاط وسعد الحريري لعب ورقة إسقاط الحكومة مقابل سحب ورقة الاستقالات، وتبين أن «القوات» كانت تلعب هذه الورقة من خلفية الدفع في اتجاه انتخابات مبكرة، في حين كان «المستقبل» و«الاشتراكي» يلعبانها من خلفية الضغط لإسقاط الحكومة.

إذ ظهرت الانتخابات المبكرة شعارا أساسيا من شعارات مرحلة ما بعد الانفجار وعند مجموعات الحراك التي تعتبر أن استقالة الحكومة ليست كافية، وتضغط في اتجاه خطوات مكملة أبرزها الانتخابات المبكرة مضافا إليها استقالة رئيسي المجلس والجمهورية.

لا يمكن التأكيد بشأن الحكومة الجديدة، موعد ولادتها ورئيسها وشكلها، ولا القول ان هناك حكومة في القريب العاجل.. ولكن يمكن التأكيد أن لا انتخابات نيابية مبكرة تلوح في الأفق، وأن هذا الشعار العريض المطروح كمخرج للأزمة الراهنة سيظل شعارا تحول دون تنفيذه ونقله إلى أرض الواقع السياسي جملة عوامل أبرزها:

1 ـ الخلاف على القانون الذي ستجري على أساسه الانتخابات.. فالقانون الحالي الذي يتمسك به الطرف المسيحي (القوات والتيار)، كونه الأكثر إنصافا للمسيحيين والأكثر تعبيرا عن تعددية المجتمع اللبناني والتمثيل الشعبي الصحيح، مرفوض من بري والحريري وجنبلاط، استنادا إلى تجربة تطبيقه المخيبة في انتخابات 2018، والتي يريدها الثلاثة لمرة أولى وأخيرة، أما الدخول في عملية وضع قانون جديد للانتخابات فإنه سيكون سببا كافيا للإطاحة بالانتخابات وربما التمديد للمجلس الحالي.

2 ـ عدم جهوزية أطراف أساسيين لخوض الانتخابات وتقبل نتائجها.. هذا ينطبق مثلا على الحريري الذي ينقصه المال والدعم والتماسك السنّي حيث الساحة تتجاذبها قوى وشخصيات (نجيب ميقاتي ـ فؤاد السنيورة ـ نهاد المشنوق ـ أشرف ريفي..) ودخل إليها حديثا بهاء الحريري.. هذا ينطبق أيضا على التيار الوطني الحر الذي كان أكثر المتضررين شعبيا جراء التطورات المتلاحقة من 17 تشرين حتى اليوم.. واستطرادا فإن حزب الله ليس محبذا للانتخابات المبكرة التي ربما تحرمه الأكثرية النيابية، ومشكلته ليست على الساحة الشيعية الأكثر استقرارا وثباتا، وإنما في مكان آخر مع الخلل الحاصل على الساحة المسيحية ومع صعوبة تكرار الاختراقات على الساحة السنّية.

3 ـ الانتخابات النيابية المبكرة تفتح تلقائيا ملف رئاسة مجلس النواب ورئاسة الجمهورية، مع تعزز فكرة انتخابات رئاسية مبكرة أيضا.. وكما حدث التقاء بين بري وعون ضد دياب وإسقاط الحكومة فإن التقاء حاصلا ضد الانتخابات المبكرة وتقصير ولاية «الرئاستين».

محلي

يلفت موقع "اخر الاخبار" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره