انطلاق المرحلة الأولى من «صفقة القرن» في البحرين

عربي ودولي
25-6-2019 |  08:22 AM
انطلاق المرحلة الأولى من «صفقة القرن» في البحرين
1161 views
Source:
-
|
+
تنطلق المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لـ»السلام في الشرق الأوسط» في البحرين، اليوم الثلاثاء 25 يونيو/ حزيران 2019، في مؤتمر يصفه البيت الأبيض بأنه محاولة لجمع 50 مليار دولار في صورة استثمارات، لكن الفلسطينيين يسخرون منها ويقولون إنها خطة «الاقتصاد أولاً» وإن مصيرها الفشل.

ويُوصف الاجتماع الدولي الذي يستمر ليومين بقيادة جاريد كوشنر صهر ترامب، بأنه الجزء الأول من خطة واشنطن السياسية الأوسع التي طال انتظارها، والتي تقول واشنطن إن من شأن الخطة أن «تحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني»، حيث سيتم الكشف عن بقية تفاصيلها لاحقاً.

وقالت وكالة رويترز، إن الحكومة الفلسطينية لن تحضر مؤتمر البحرين، وكذلك الحكومة الإسرائيلية ستكون غائبة.

وسيشهد الاجتماع تدقيقاً فيما إذا كان المشاركون مثل السعودية ودول الخليج العربية الغنية الأخرى، سيبدون أي اهتمام بتقديم تبرعات فعلية للخطة الأمريكية التي أثارت بالفعل انتقادات شديدة من الفلسطينيين وغيرهم في العالم العربي.

50 مليار دولار لدول عربية

ومنذ أسابيع تعكف البحرين على الإعداد للاجتماع. وتُعد المنامة حليفاً وثيقاً للولايات المتحدة، وتستضيف الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية.

وقال دبلوماسي خليجي بارز لوكالة رويترز – طلب عدم نشر اسمه -، إن الحدث «رغم تركيزه المفترض على الاقتصاد، تأمل دول الخليج العربية في استغلاله لإظهار تضامنها مع إدارة ترامب بشأن نهجها الصارم ضد إيران».

وبموجب الخطة، ستساهم الدول المانحة والمستثمرون بنحو 50 مليار دولار في المنطقة، منها 28 مليارا للأراضي الفلسطينية، الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل وقطاع غزة، و7.5 مليار للأردن، وتسعة مليارات لمصر، وستة مليارات للبنان.

ومن بين 179 مشروعا مقترحا، هناك طريق بتكلفة خمسة مليارات دولار لربط الضفة الغربية وقطاع غزة.

وقال كوشنر لرويترز: «أضحك عندما يهاجمون هذا باعتباره صفقة القرن»، في إشارة إلى الاسم المفترض لخطة ترامب على مدى العامين الماضيين. وأردف قائلاً «إذا كانت لديهم الشجاعة لتنفيذها فستكون فرصة القرن».

ويقدم كوشنر خطته في كتيبين مليئين بالرسومات والإحصائيات التي تشبه نشرة الاستثمار، وقد أطلق عليها مراراً «خطة العمل».

وردا على منتقدين يتهمون كوشنر بمحاولة صياغة «سلام اقتصادي»، قال لرويترز الأسبوع الماضي: «لقد فشلت الكثير من المحاولات الماضية. فلنهدأ… ونبقي على عقل متفتح».
مبادرة السلام العربية

ويقر فريق ترامب بأن الخطة الاقتصادية التي يطلق عليها «السلام من أجل الازدهار»، لن تُنفذ إلا إذا تم التوصل إلى حل سياسي لأحد أكثر الصراعات صعوبة في العالم.

وأي حل من هذا القبيل يجب أن يعالج القضايا القائمة منذ زمن بعيد، مثل وضع القدس، والحدود المتفق عليها، وتلبية المخاوف الأمنية لإسرائيل، والمطالب الفلسطينية بإقامة دولتهم، ومصير المستوطنات الإسرائيلية، والوجود العسكري في الأراضي التي يريدها الفلسطينيون لإقامة تلك الدولة.

وفي مقابلة مع قناة الجزيرة تُبث اليوم الثلاثاء، قدم كوشنر لمحة نادرة عن الجوانب السياسية المحتملة للخطة، قائلاً إن «الصفقة لن تلتزم بمبادرة السلام العربية»، وهي مبادرة تقودها السعودية وتحظى بإجماع عربي منذ عام 2002.

وأضاف كوشنر للجزيرة: «اعتقد أننا جميعاً علينا أن نعترف بأنه إن كان من الممكن التوصل لاتفاق، فإنه لن يكون على غرار مبادرة السلام العربية. سيكون في منطقة وسط بين مبادرة السلام العربية وبين الموقف الإسرائيلي».

وتدعو المبادرة العربية إلى إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، عاصمتها القدس الشرقية، وحق العودة للاجئين، الأمر الذي ترفضه إسرائيل.
رفض لحل الدولتين

وثمة تساؤلات مستمرة عن الخطة بالكامل وما إذا كان فريق ترامب يخطط للتخلي عن «حل الدولتين»، الذي يتضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل.

وتؤيد الأمم المتحدة ومعظم دول العالم حل الدولتين، الذي كان الركيزة الأساسية لكل خطة للسلام منذ عشرات السنين.

لكن فريق ترامب، بقيادة كوشنر ومبعوث ترامب للشرق الأوسط جيسون جرينبلات، والسفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، دأب على رفض الالتزام بحل الدولتين، مع إبقاء المرحلة السياسية من الخطة سرية للغاية.

ويعاني رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو حليف مقرب من ترامب، من مشاكله الداخلية ويواجه انتخابات واتهامات فساد محتملة بعد تحقيق طويل للشرطة. وينفي ارتكاب أي مخالفات.

وقال نتنياهو يوم الأحد الفائت: «سنسمع الاقتراح الأمريكي بإنصاف وانفتاح». وعلى الرغم من عدم حضور وزراء من الحكومة الإسرائيلية، من المتوقع أن يشارك وفد أعمال إسرائيلي.
رفض فلسطيني للخطة

وقاطع الزعماء الفلسطينيون مؤتمر المنامة، ورفضوا التواصل مع البيت الأبيض، متهمين إياه بالانحياز لصالح إسرائيل بعد سلسلة من قرارات ترامب في الآونة الأخيرة. وقال كوشنر لرويترز إن «بعض» رجال الأعمال الفلسطينيين سيحضرون لكنه رفض ذكر أسمائهم، بحسب قوله.

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قد انتقد بشدة فرص نجاح الاجتماع، وقال: «الأموال مهمة والاقتصاد مهم، لكن الحل السياسي أهم، وعندما يتم حل سياسي على أساس الشرعية الدولية ورؤية الدولتين، وقتها نقول مرحبا بكل من يريد أن يساعدنا».

كذلك رفضت حركة «حماس» المؤتمر، وقال مشير المصري المسؤول في الحركة: «قضية فلسطين لا ينوب عنها ولا يمثلها سوى شعبها»، مضيفاً أن نهج ترامب «يؤسس لتحويل قضية شعبنا من سياسية إلى إنسانية… ودمج الاحتلال في نسيج المنطقة».

ومع ذلك، يصر كوشنر على أن الخطة الاقتصادية تهدف إلى مساعدة الفلسطينيين على العودة إلى طاولة المفاوضات من خلال عرض المنافع التي قد يحققها اتفاق السلام.

وقال كوشنر إنه حتى دون تمثيل الحكومتين الإسرائيلية والفلسطينية، «سيكون وجود رجال أعمال إسرائيليين وصحفيين مع نظرائهم من العالم العربي مهماً، في وقت يتصاعد فيه التوتر مع إيران»، على حد تعبيره.

وتابع قائلاً «يدرك الناس أن التهديد الحقيقي لتلك المنطقة يتمثل في إيران وعدوانها، ولدى إسرائيل والكثير من الدول العربية الأخرى الكثير من الأمور المشتركة اليوم أكثر من السابق».

وقال ديفيد ماكوفسكي، وهو خبير في شؤون الشرق الأوسط في واشنطن، إن «إيران تحتل مكان الصدارة في سلسلة الاهتمام الآن»، برغم أن التركيز الرئيسي للحدث على الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

لكن ماكوفسكي، الذي دعاه البيت الأبيض للمشاركة بصفة مراقب، قال إن خطة ترامب وكوشنر ستنجح في النهاية أو ستفشل في كيفية معالجة القضايا الأساسية الكبرى وليس الأموال.

وأردف قائلاً «لا يعتقد أحد أن بإمكانه حل هذا الأمر اقتصادياً دون معالجة القضايا السياسية».

عربي ودولي

يلفت موقع "اخر الاخبار" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره