نديم الجميّل: الموقف الإنساني والواقعي يتفوّق على الموقف السياسي المتشنّج

محلي
12-6-2018 |  02:12 PM
نديم الجميّل: الموقف الإنساني والواقعي يتفوّق على الموقف السياسي المتشنّج
3479 views
Source:
-
|
+
يصوّبون على نديم الجميّل لأنه فضح مرسوم التجنيس، الذي فاحت رائحته في أرجاء العالم، وليس في لبنان فقط، كاشفاً العملية الخبيثة في تجنيس حوالي مئة سوري ومئة فلسطيني، ممن " قدّموا خدمات جُلّى للبنان".

ينتقدون نديم الجميّل لأنه طالب بعودة النازحين الى ديارهم بإشراف الأمم المتحدة حتى لا يتعرّضوا للملاحقة والقتل من جديد على يد النظام السوري، وحتى لا يخرجوا من الحدود الشرعية ويعودوا إذا لوحِقوا عبر المعابر اللاشرعية المشرّعة.

وذهب أبعد من ذلك، وهو معروف عنه خصامه اللدود للنظام السوري الحالي المُتهم بإغتيال العديد من شهداء ثورة الأرز والرئيسين رينه معوّض وبشير الجميّل والزعيم كمال جنبلاط والمفتي حسن خالد ونقيب الصحافة رياض طه والصحافي سليم اللوزي وغيرهم، عندما قال: "حتى لو اضطرت الحكومة اللبنانية أن تتفاوض مع السلطات السورية، يجب تأمين عودتهم الى ديارهم".

 نديم الجميّل يريد حلاً وليس مزايدات.

موقع "التيار الوطني الحر" أخذ ما يعجبه من الحديث وأغفل الباقي، مرّكزاً على أن نديم الجميّل يعارض خروج اللاجئين من لبنان إلا بموافقة مفوضية اللاجئين التي إتهمها وزير الخارجية جبران باسيل "فجأة" بعد إنكشاف المرسوم العجيب بأنها تعرقل خروج النازحين من لبنان، متخطياً خلافه مع النظام من أجل مصلحة لبنان العليا !!!

نديم الجميّل طرح هذا الطرح من الناحية الإنسانية والمبدئية لا السياسية. فحلفاء النظام، هم التيار الوطني الحر وحلفائه، وليس نديم الجميّل أو حزب الكتائب.

وهناك مراسلات وزيارات قائمة بين بعض الوزراء وزملائهم في الحكومة السورية في السر والعلن يريدون التعمية عليها وتسخيف المواطنين من أجل النيل من نديم الجميّل الذي كان أول المطالبين من أكثر من أربع سنوات بضبط النازحين في مخيمات تحددها الدولة على الحدود اللبنانية السورية، لمنع انتشارهم على جميع الأراضي اللبنانية. قوبل الطلب بالرفض!

اليوم وبعدما وقعوا في الفخ، وانكشف مرسوم التجنيس المُقنّع، يفتش بعض "الصغار" عن كبش محرقة. لكنهم حتماً سيحرقون أصابعهم.

لا عجب أن تتفّوق إنسانية نديم الجميّل على موقفه السياسي والمبدئي والمتشنّج تجاه النظام السوري، بطرحه الجديد لحل أزمة النازحين، متخطّياً كل المحاذير والمواقف المتشنجة والمنتقدة وخاصة الحقودة.

نديم الجميّل يتصرّف بشهامة كما تصرّف بشير إبان الحرب اللبنانية مع أفراد الجيش السوري المُحتل. حاربهم بشير بضراوة، لكنه أبى أن يعتدي على أسرى الحرب.

فعندما أُسقطت طائرة ميغ سورية في منطقة كفرذبيان إبان الحرب في الثمانينات، وألقي القبض على الطيار في منطقة كسروان، تم نقله بأمر من قائد القوات اللبنانية آنذاك الى مستشفى الحاج في عشقوت للمعالجة، وزاره الشيخ بشير الجميّل لطمأنته، وبعد أيام، سلّمه لقيادة الجيش اللبناني بعد أن إتصل  بالرئيس الياس سركيس التي سلمته بدورها الى القيادة السورية. هكذا تصرّف القائد القوي.

كفى بهورات ومهاترات يا قوم. فالذي عنده برنامج عملي جاهز لإعادة اللاجئين، فليعلنه، وإلا فليسكت .

وقد صحّ فيكم المثل : وإن بُليتُم بالمعاصي، فاستتِروا.......
                                                                                                   
جوزف توتونجي

محلي

يلفت موقع "اخر الاخبار" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره