الصراف وزير استثنائي
|
|
اخر الاخبار
|
|
|
|
|
|
|
|
أن تكون وزير دفاع في الحكومة اللبنانية يعني كل ما عليك أن تقوم به هو توقيع آلاف تراخيص حمل السلاح، ويمكنك أيضاً أن تسلّم "الختم" الى أحد المساعدين فتريح أصابيعك من عبء التوقيع، لتتفضى الى ما هو أقل تعباً.
لا امتيازات في هذه الوزارة، على الرغم من رمزيتها كوزارة سيادية، ولا خدمات شعبية قد تدر اليك الناخبين. فقط "ترخيص سلاح" في بلد يتفلّت فيه السلاح بترخيص وبلا ترخيص.
ولكن أن يكون يعقوب الصراف في وزارة الدفاع يعني أن "القصة تغيرت". الرجل مسكون بهاجس التدقيق بالأرقام والأوراق والأسماء التي توضع أمامه. لا يمرّ توقيعه مرور الكرام على أي ورقة مهما بلغت سخافتها أو أهميتها. الأمر سيان بالنسبة له. وهو الأكثر دراية بخفايا الإدارة ومهلها القانونية وفتاويها، بمعنى أن من يتهمونه بعرقلة العمل البيروقراطي بحجة التدقيق، يعرفون جيداً أنه أكثر من يعلم "قواعد" اللعبة الإدارية وحدودها. ولهذا "أذنه الطرشاء" حاضرة دوماً...
يعني أنه حين يشارك في مؤتمر دولي كمؤتمر الأمن الذي عقد في ميونخ بمشاركة نخبة من الشخصيات الدولية المؤثرة، فهو لن يكون شاهد زور أو سائحاً في بلاد "المرسيدس" و"باخ". لا بل يعني أنه سيعقد 11 لقاءا ثنائياً وموسعاً أو على طاولة نقاش مستديرة مع مسؤولين دوليين خلال ثلاثة أيام فقط ليستثمر كل دقيقة من مشاركته لتفعيل الدور السياسي للحقيبة التي يحملها.
يعني أنّ باستطاعته أن يقف على منبر دولي ليتحدث الانكليزية بطلاقة عن سيادة لبنان وحقه بالدفاع عن أراضيه ومياهه ويرد على اتهامات العدو بالأرقام والوقائع فيؤكد أنّ "الانتهاكات الإسرائيلية اليومية للبر والبحر والجو اللبناني وخرقها للقرار 1701 حتى وصل عدد هذه الخروقات الى حوالي 158 خرقا شهريا معدل آخر 15 سنة ماضية..."
يعني أن يستثمر هذه "الجمعة" للقاء مسؤولين خليجيين وتشجيعهم على المشاركة في مؤتمر "روما 2" بعدما أبدى بعض الدول الخليجية عدم حماسته في المشاركة.
يعني أن يتحدث باسم المسيحيين والمسلمين ويؤكد أنّ "حل قضية الشرق الأوسط يبدأ بحل القضية المركزية ألا وهي القضية الفلسطينية، فالقدس هي عاصمة أربعة مليارات شخص وليست عاصمة فلسطين فقط، كما ان هناك حوالي مليار ومئتي مليون مسلم يصلّون خمس مرات يوميا ووجهتهم نحو القدس".
يعني أن ينسحب من طاولة مستديرة حول استهداف المدنيين والمراكز الطبية خلال الحروب بسبب مشاركة طبيب في جيش العدو الإسرائيلي، والغاء مقابلة تلفزيونية كانت مقررة مع تلفزيون DW الألماني بعد اكتشاف ان المحاور اسرائيلي، والانسحاب أيضاً من مأدبة عشاء دعا اليها رئيس وزراء اقليم بافاريا الألماني بعد اكتشاف حضور رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو..
|
|
|
|
|
|
|
يلفت موقع "اخر الاخبار" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره
|
|
|
|