"بيروت الثانية" مواجهة أم "حلف خماسي"؟

محلي
14-12-2017 |  11:01 AM
"بيروت الثانية" مواجهة أم "حلف خماسي"؟
2118 views
الاتحاد اللبناني Source:
-
|
+
ملاك عقيل

في "قلعة الحريري" شعبية تحت الاختبار

لم يكن متوقعا للرئيس سعد الحريري أن يخوض الانتخابات النيابية المقبلة في دائرة بيروت الثانية، وفي كافة مناطق نفوذ "تيار المستقبل"، "تحت رعاية" معنوية من أخصامه قبل حلفائه. من زعيم مشكوك بشعبيته الى "ضحية" حصدت تعاطفا سنيا وطنيا قد تخدم صلاحيته حتى موعد فتح صناديق الاقتراع.
دائرة بيروت الثانية قبل أزمة الاستقالة غيرها بعد "إستعادة سعد". هنا ملعب "الشيخ" الانتخابي، وممره الآمن مبدئيا الى تثبيت موقعه في الرئاسة الثالثة بعد قطوع كاد يحيل إبن رفيق الحريري باكرا الى التقاعد السياسي. ما تسرّب من أرقام يشير الى إرتفاع ملحوظ في شعبية زعيم "المستقبل" مع رهان على حسن إستثمار لمصيبة أتت على شكل "ربّ ضارة نافعة"!
بخلاف طرابلس، في دائرة بيروت الثانية لا منافسون سنّة كثر مضاربين للحريري ولا لون طائفيا واحدا. العارفون بلعبة الأحجام يجزمون بأن لا خبز إنتخابيا لأشرف ريفي في "قلعة الحريري"، أما حالة فؤاد المخزومي فتعبّر عن نفسها بناء على مسار أعوام من العمل التراكمي الخدماتي الذي قد يحفظ قانون النسبية "حصته" في لائحة الرابحين. مع ذلك يتحدّث كثيرون عن مطبّات كثيرة قد تعترض الحريري في دائرته رغم ورقة "الشعبية" أولها وأهمّها عامل المال وثانيها حبكة التحالفات، ما قد يمنع عليه حتما الفوز "النظيف".
باالتأكيد، كثر سبقوا الحريري ضمن كتلته الى مخاطبة ناخبي بيروت وإستمالتهم، بينهم وزير الداخلية نهاد المشنوق. الأخير وبعد أن ارتسمت علامات إستفهام، قبل الإستقالة، حول مصير ترشيحه ومدى رغبة رئيس الحكومة في إبقائه ضمن لائحته وقدرة المشنوق شخصيا على حصد الأصوات التفضيلية تحوّل، بعد الدور الاستثنائي الذي لعبه الى جانب رئيس الحكومة في محنته، الى الشخصية رقم 2 بعد سعد الحريري بلا منازع متقدّما على كافة شخصيات "تيار المستقبل".
أحاديث الصالونات تروّج لتحالف إنتخابي يبدأ من بعبدا ليصل الى الضاحية وعين التينة مرورا ببيت الوسط. حتى الآن الأمر لا يزال مجرّد تكهنات وسيناريوهات إفتراضية قد لا تجد ترجماتها تحديدا في بيروت. لكن مشهدا كاللقاء الأخير بين "حزب الله" و"الاشتراكي" الذي تطرّق الى التحالفات الانتخابية قد يجعل إحتمالات من هذا النوع ممكنة.
يبلغ عدد الناخبين في بيروت الثانية، وفق آخر تحديث للداخلية، 347277 (السنة 215781، الشيعة 71537، دروز 5397، مسيحيون نحو 50 الف ناخبا)، فيما يتوقع أن يكون الحاصل الانتخابي نحو 13 الف صوت مع تقدير لنسبة الاقتراع قد تصل الى 140 الف.
بعد تعديل الدوائر الانتخابية في القانون الجديد باتت دائرة بيروت الثانية تضمّ مناطق رأس بيروت، المصيطية، عين المريسة، ميناء الحصن، زقاق البلاط، المزرعة، المرفأ، والباشورة. وعدد مقاعدها 11: 6 سنة، 2 شيعة، 1 درزي، 1 أرثوذكس، 1 إنجيلي.
داخل "المستقبل" التحالفات وأسماء المرشحين غير محسومة بعد، باستثناء الوزير المشنوق ورئيس الحكومة السابق تمام سلام. النائب محمد قباني أعلن عزوفه عن الترشح وعمار حوري قد يصبح نائبا سابقا، فيما المطلعون يشيرون الى أن الحريري سيدخل عنصرا نسائيا من ضمن التعديلات الأساسية على اللائحة.
وتكمن أول التحديات عند الحريري بعد تثبيت التحالفات في كيفية توزيع الصوت التفضيلي على 11 مرشحا والأهمّ كيفية الاحتفاظ بمرشحيه السنّة، إضافة الى محورية الصوت الشيعي، ثاني أكبر قوة ناخبة بعد السنة تصبّ بأكثريتها لصالح "امل"و"حزب الله"، الكتلة الشيعية التي تسعى لضمّ مقعد سنّي الى حصتها.
الثنائي الشيعي لم يجلس بعد وجها لوجه لتقرير مصير تحالفاته في هذه الدائرة، ولم تتّضح حتى الان المسافة التي تفصله عن "التيار الازرق". لكن مقرّبين من "حزب الله" يجزمون "لقد قام الحزب بالمستحيل لإقرار قانون إنتخابي يمكن وصفه بأفضل الممكن، فكيف سنتخلى عن حلفائنا في بيروت والبقاع الغربي وصيدا وطرابلس... هناك صعوبة بقيام حلف رباعي انتخابي على غرار 2005"!
ووفق المعطيات يتصرّف "المستقبل" على أساس ان المقعد الشيعي الذي يشغله النائب غازي يوسف سيصبح حكما من حصة "حزب الله" مع إحتمال تبني الأخير لترشيح النائب السابق أمين شري، فيما سيبقى المقعد الشيعي الثاني الذي يشغله النائب هاني قبيسي من حصة "امل". وإستطرادا لا ملامح حتى الان للترشيحات الشيعية على لائحة "الشيخ سعد".
واالمعلومات تشير الى إحتمال تشكيل الثنائي الشيعي لائحته الخاصة بالتحالف، على الأرجح، مع "جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية"، بعد فشل التفاوض بين الحريري و"الأحباش"، وإحتمال إنضمام المخزومي اليها، فيما يروّج المتحمّسون الى هذه "التشكيلة" مع المرشحين المسيحيين الى أنها قد تحصد ثلاثة الى أربعة مقاعد.
لكن مخزومي الذي يتمتع بقدر واضح من المرونة الانتخابية لم يُحسَم بعد إذا سيكون في لائحة مواجهة للحريري أو من ضمن "فريق سعد" خصوصا أنه على تواصل دائم مع شخصيات المجتمع المدني ويتحدّث بلغة معتدلة ويروّج لبرنامج إنتخابي متكامل سيخوض على أساسه الانتخابات، فيما تفيد معلومات أن الحريري غير متحمّس لضمّه الى لائحته.
وتطرح تساؤلات عن المرشّحيّن المسيحييّن على لائحة الحريري. ويبدو، وفق المعطيات، أن إسم رئيس نقابة اصحاب مصانع الغرانيت والرخام والاسمنت نزيه نقولا نجم (أرثوذكسي من المصيطبة) هو المرجّح ليحلّ محل النائب مجدلاني، مع إمكانية كبيرة للإبقاء على النائب باسم الشاب (إنجيلي). وقد حضر الحريري قبل أشهر حفل تدشين أحد مشاريع نزيه نجم في العاصمة الفرنسية. كما يطرح إسم المحامي ميشال فلاح من منسّقي بيروت في "تيار المستقبل".
لدى "التيار الوطني الحر" وجهة التحالفات غير واضحة وهي مرتبطة حكما بمناخات الدائرة الأولى المسيحية. يطرح في "التيار" إسم إدغار طرابلسي (أنجيلي) ولواء شكور (ارثوذكسي مستقيل من التيار).
في المقلب الدرزي لم يعلن النائب وليد جنبلاط بعد إسم مرشحه رسميا، وإذا فعلا سيتخلّى عن النائب المخضرم غازي العريضي لصالح جهاد الزهيري الذي كان الحزب الاشتراكي أعلن ترشيحه عام 2013، "بعدما أعلن الوزير العريضي عدم رغبته بالترشح للانتخابات"، كما اشارت أوساط الحزب آنذاك. والى الزهيري يتردّد إسم علي العود، لكن مطلعين يلفتون الى إمكانية دخول الوزير االسابق مروان خير الدين الى حلبة الترشيحات كمفاجأة في دائرة بيروت الثانية من دون أن يتّضح تموضعه الانتخابي.
ويبرز ترشيحان لـ "حركة الشعب" من خلال عمر واكيم نجل نجاح واكيم عن المقعد الارثوذكسي، وابراهيم الحلبي عن المقعد السني.
"الجماعة الاسلامية" لن تكون على لائحة الحريري، وهي أصلا لم تحدّد بعد وجهتها لا بالترشيح ولا بالتحالفات. وكان لافتا إستقبال الحريري قبل أيام وفدا من "الجماعة" ضمّ المحامي ومختار ميناء الحصن باسم الحوت، في غياب النائب عماد الحوت. ويبدو ان التحالفات السياسية ليست في مصلحة "الجماعة الاسلامية" في بيروت وبعلبك الهرمل وطرابلس نظرا للخلاف مع "الأخوان المسلمين" في كل المنطقة، إلا إذا حصل تفاهم مع "حزب الله" يغطيه تعاون إقليمي-قطري-تركي-إخواني!
وبالتأكيد، فإن نسبة الاقتراع، خصوصا لدى السنة، تلعب دورا أساسيا في النتائج فإرتفاعها سيكون لصالح اللائحة الاساسية، فيما تدنّيها أو محافظتها على النسبة المتوقعة المشابهة لكل الاستحقاقات السابقة، سيكون لصالح اللائحة المواجهة أي لائحة "أمل" و"حزب الله" في حال سقوط فرضية التفاهم بين الطرفين.

محلي

يلفت موقع "اخر الاخبار" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره