الحريري خاتمة الزعماء السنة!

محلي
17-11-2017 |  10:22 AM
الحريري خاتمة الزعماء السنة!
2074 views
الاتحاد اللبناني Source:
-
|
+
ملاك عقيل 

للمرة الأولى منذ العام 2005 ضاعت البوصلة تماما داخل "تيار المستقبل". الفريق اللصيق بالرئيس سعد الحريري، ممّن جاراه عن قناعة أو حتى "فتح" الطريق له للسير بالتسوية الرئاسية، فهِم الرسالة السعودية سريعا وتصرّف على أساسها مشيّدا جسرا طائرا نحو قصر بعبدا للتنسيق ومواجهة الاستقالة "العبثية". من لم يقتنع يوما بالتسوية في فريق الحريري إستغلّ فرصة لن تتكرّر: القضاء على "حزب الله" حتّى لو الثمن رأس الحريري!
لا تشبه الأيام الأولى للاستقالة في "البيت الأزرق" مرحلة التحضير راهنا لانتقال دولة الرئيس "المحتجز" من الرياض الى باريس. في البدايات غشاء لم يسمح لكثيرين بالرؤية الواضحة، لكن سريعا انتظمت الغالبية العظمى من قيادات ورموز "المستقبل"، على رأسهم الرئيس فؤاد السنيورة، تحت سقف الاعتدال في الموقف والصمت المعبّر، ولأن المطلوب "عودة سعد أولا". 
بقي خارج السرب بعض الأصوات المغرّدة خارج منطق تسارع الأحداث التي تدين أكثر فأكثر التصرّف السعودي حيال لبنان ورئيس حكومته، وللمفارقة تكاد تنحصر هذه الأصوات بمن ليس لهم صفة حزبية داخل "المستقبل" بقدر ما يَحسبون أنفسهم على الدائرة الضيقة للحريري أو من حلقة أصدقائه.  
يلاقي هذا الفريق مجموعة من خارج بيت الوسط، يمثلها رئيس حزب "القوات اللبنانية" والنائب السابق فارس سعيد، باتت اليوم تحت مجهر الاتهام المباشر من قبل حلقة الحريري. 
الدليل الحسّي على ذلك، "تويت" للنائب السابق غطاس خوري، الذي نادرا ما يغرّد على صفحته حيث يكتفي بنشر نشاطات وزارته، حين نشر صورة ليهوذا وهو يقبّل المسيح معلّقا "هذه اللوحة الليتورجية قررت إهداءها الى من كنت أعتبره صديقا!! علّها ترشده في مهامه الجديدة". 
خوري الذي إكتفى في الأيام الماضية بنشر تعليق واحد مفاده "بدنا نضلنا نلحن ونعزف ونغني ليرجع الحريري بيناتنا"، وجّه إتهاما صريحا على الأرجح لجعجع أو لسعيد بخيانة الحريري! 
لن يكون لهذا الاتهام قيمته السياسية المؤثرة إلا حين يتمّ التأكّد من أن خوري هو واحد من حلقة الحريري التي وقفت منذ اللحظة الأولى بوجه العاصفة السعودية الى جانب وزير الداخلية نهاد المشنوق ونادر الحريري مدير مكتب رئيس الحكومة.
من كان لا يزال يشكّك داخل "الفريق الأزرق" بما فعلت السعودية بالحريري كان عليه أن ينتظر "الإخراج الفرنسي"، بضغط لبناني رسمي لسحب رئيس الحكومة من "معتقله" في الرياض، ليتأكّد أن زعيم السنة في لبنان قد تلقى الضربة الأكثر ألما من السعودية. سيتفهّم هؤلاء أن ينقلب "حزب الله" وفريقه السياسي العام 2011 على الحريري لكن أي مبرّرات تدفع المملكة الى جعل الحريري "خاتمة" الزعماء السنة في لبنان! 
مع ذلك، ثمّة فريق داخل "المستقبل" لا يزال يعطي تفسيرات "سيادية" لانتقال الحريري الوشيك الى باريس "ربما العاصمة الفرنسية لن تكون محطته الوحيدة الاوروبية، كما أن لا تفسير لهذه الخطوة سوى كونها ضمن إطار المشاورات الدولية التي ستسبق عودته المؤكّدة والقريبة الى لبنان". 
ولأن الشارع يشبه قياداته يمكن بوضوح إستخلاص العبر. منذ اللحظات الأولى اتّخذت كافة الاجراءات الأمنية لمنع إنفلات الشارع. ورقة المخيمات تمّ ضبطها سريعا، وفي بقع النفوذ المستقبلي في الطريق الجديدة والشمال والبقاع حصل ما لم يكن متوقعا. استيعاب للصدمة يعكس "الصمت الحريري" في بيت الوسط والإدارة "الذكية" للأزمة من دار الفتوى الى حدّ الفرض على زوار المفتي عدم الإدلاء بأي تصريحات تخرج عن إطار الدعوة للتهدئة و"رجعة سعد". 
وفي الأيام الماضية لم يرد في التقارير الأمنية ما يمكن أن يفسّر إستنفارا للأرض، لا بل على العكس تماما، إذ انقلب السحر على الساحر بعد توجيه السفارة السعودية الى وزارة الداخلية نداءات بطلب تعزيزات أمنية عبر جهاز أمن السفارات بعد تعرّضها لتهديدات مباشرة من ناقمين على سياساتها منذ لحظة الاستقالة.    
وفي ما بدا تداركا لـ "ثورة غضب" محتملة اصدر أمين عام "تيار المستقبل"، منذ اليوم  الأول للإستقالة، تعميما لجميع  المسّنقيات قضى بعدم القيام بأي تحرّك ضد المملكة. ما حصل أن تنظيمين فقط، من خارج عباءة "المستقبل"، هما "حزب الاحرار" وأنصار الوزير السابق أشرف ريفي حاولا السير عكس الموجة فانتهى التحرّك بـ "مهزلة".  
وما اعتبر في صفوف مقرّبين جدا من الحريري  "موقفا مشرّفا" من رئيس الجمهورية بشأن تعاطيه المسؤول والوطني حيال ازمة الحريري لم تتأخّر ترجمة نتائجه على الأرض. في بعض الأحياء السنية رفعت صور الرئيس عون الى جانب الحريري، في مقابل صمت يقول الكثير أعقب "حفلة" نزع الصور في طرابلس بما في ذلك صور الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان!

محلي

يلفت موقع "اخر الاخبار" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره