“ما بدهم ياني" لكن راجع

محلي
16-11-2017 |  10:44 AM
“ما بدهم ياني" لكن راجع
5281 views
الاتحاد اللبناني Source:
-
|
+
ملاك عقيل 

في الدعوة الموجّهة الى الشخصيات من "مديرية التوجيه" في الجيش لحضور عرض الإستقلال في 22 تشرين الثاني يذكر نص الدعوة وصول رئيس الحكومة سعد الحريري، من ضمن لائحة وصول الشخصيات، عند الساعة الثامنة وخمسين دقيقة الى ساحة شفيق وزان في وسط بيروت للمشاركة في حضور العرض  والجلوس الى يسار رئيس الجمهورية. 
هو التاريخ الرسمي الوحيد الذي يشير الى العودة "الإفتراضية" للحريري الى لبنان. غير ذلك بقيت الساحة الداخلية أسيرة مشهدين متناقضين الى حدّ الإنفصام الكامل: في قصر بعبدا إقرار بواقع تمّ التأكّد منه أصلا منذ اليوم الأول للاستقالة، "الحريري محتجز مع العائلة لدى المملكة العربية السعودية". أما لدى المقرّبين من رئيس الحكومة فتأكيدات بأن الأخير عائد حتما خلال الساعات المقبلة "حرا طليقا من أي قيود إن كان في الرياض أو بيروت"!
عمليا، يفترض أن العودة في حال حصولها فعلا أن تكون قد إستكملت الشق الأمني منها بعد الشق السياسي الذي أشار اليه الحريري في مقابلته التلفزيونية. 
ففي المقابلة نفسها أوحى الحريري أن جزءا من مبرّرات تقديم إستقالته من الرياض يعود الى المعطى الأمني "فالنظام السوري "ما بدو ياني" وأنا وقفت بوجه "داعش" و"النصره" و"القاعدة" ومع "حزب الله" كان هناك الكثير من التحديات".
أضاف الحريري "هناك كثير من الأفرقاء "ما بدهم ياني".  لا بدّ من أن أقوم بشبكة  أمان وأدرس الأمن الخاص بي وأتأكّد  أني لست "مخروقا". لا بدّ من أن "أشيّك" مع الجميع، مع "شعبة المعلومات" والامن الخاص بي والجيش"، مع العلم أن سياق المقابلة لم يأت على ذكر ما ورد على شاشة "العربية" عن بعض التفاصيل بشأن محاولات إستهداف موكب الرئيس الحريري ومراقبته. 
أرفق ذلك الحريري بحديثه عن أن عودته "مسألة أيام"، وهذا ما عاد وأكّده بالأمس، نافيا أن يكون محتجزا. لكن لا أحد يعلم إذا ربط "الشيخ" مشروع العودة الذي يؤكّد عليه مع إنجاز ما يجب القيام به لتحصين "شبكة الأمان" وإعادة تحصينها. 
وفق المعلومات المتوافرة لم يحصل أي تنسيق مباشر حتى الآن بين جهة الحريري (جهاز أمنه الخاص) والجيش أو "فرع المعلومات". المقرّبون من رئيس الحكومة يلمّحون الى أن تعزيز "شبكة الأمان" يتطلّب وجود الحريري شخصيا، مشيرين الى أن عودته في هذه الحال "هي تحت الخطر بحيث لم تنتف الموجبات الأمنية التي فرضت عليه البقاء طوال هذه المدّة خارج لبنان". 
وعلى الرغم من إعتماد الحلقة الضيقة والعارفة داخل "المستقبل" وبيت الحريري، إضافة الى الغالبية العظمى من قيادات ونواب الكتلة لغة الصمت أو المواقف الاستيعابية  وصولا الى حدّ التناغم الكامل مع مواقف رئاسة الجمهورية، فإن أصواتا داخل "المستقبل" ممّن تجزم أنها على تواصل يومي مع الحريري تعيد التذكير برواية الأخير في كتاب الإستقالة عن "المناخات السياسية الشبيهة بعشية 2005"، لتؤكّد أن هناك اليوم 1559 دوليا في سوريا، وهناك اليوم رافعة سنية أساسية للسياسة الدولية في المنطقة وآخر مجموعة سنية لها دورها ووظيفتها بزعامة سعد  الحريري والمطلوب تصفيتها بالسياسة أو جسديا. وأي أحد يغفل مسألة التهديد الأمني للحريري إما لا يعلم وإما متواطئ". 
في المقابل يفيد مطلعون بأن كافة التحرّكات السابقة للحريري، قبل إنتقاله الى الرياض وإعلان الإستقالة، كانت تخضع لمعايير عالية من الإحتياطات الأمنية حتى خلال التنقّل في منطقة مقفلة تماما، كما حين تتوجّه مواكبه المموّهة من بيت الوسط الى مجلس النواب أو العكس، وبأن في الأيام السابقة للإستقالة لم يتّخذ الحريري اي إجراءات إستثنائية  توحي بأنه هدفا للاغتيال أو تظهر إستنفارا فوق العادة  لدى فريقه الأمني.  
ويبدو أن كلام الحريري بشأن أمنه قد استرعى إنتباه جهات أمنية عدّة بمعزل عمّا إذا أدلى به ضمن سياق إملاءات أخرى طلبت منه أو لا، خصوصا لدى حديثه عن ضرورة "درس أمني الخاص والتأكد  أني لست "مخروقا".
 فهناك جهازان مولجان بأمن رئيس الحكومة: سرية الحرس الحكومي وأمنه الخاص بقيادة عبد العرب "أبو كريم"  وريث يحيى العرب "أبو طارق" في المعادلة الحريرية الأمنية بعد إستشهاد رفيق الحريري. عبد العرب، شقيق المقاول جهاد العرب، كان يتولى في السابق حماية الأمن الشخصي لسعد الحريري خلال وجوده في بيروت، وهو  يعدّ الرجل الأول في "فريق سعد". 
وقد طرح احتمالان في ما يتعلّق بإشارة الحريري الى أمنه الحاص: إما أن يكون "مخترقا" من قبل أمنه الخاص لنقل المعلومات، ,إما من باب التحضير لإستهدافه. لكن في كلا الحالتين ثمّة من يجزم بأن إستحضار الموجب الأمني ، إن في كتاب الإستقالة أو خلال المقابلة التلفزيونية، لا يعدّ سوى حجّة تبرّر بقاء الحريري طوال هذا الوقت خارج لبنان، والتي على الأرجح ستنسف من لحظة وصول طائرته الخاصة الى مطار بيروت عائدا من الرياض.

محلي

يلفت موقع "اخر الاخبار" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره