خاص اخر الاخبار | البترون: جبران باسيل في مواجهة.. جبران باسيل

إنتخابات
20-5-2017 |  08:54 AM
خاص اخر الاخبار | البترون: جبران باسيل في مواجهة.. جبران باسيل
84421 views
EkherElAkhbar.com Source:
-
|
+
أيا كان القانون الانتخابي المرتقب، إلا أن لقضاء البترون أهميته في التاريخ القريب والجيوبوليتيك والمستقبل الآتي. صحيح أن نائبين يمثلان القضاء برلمانياً، لكن الأهمية تبرز حين يكون أحد المرشحين، هو وزير الخارجية، رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.

وفقاً لأرقام انتخابات 2009، التي جرت بحسب قانون 1960، المعدّل في أيار 2008، فإن عدد الناخبين في القضاء بلغ 58444 ناخباً، اقترع منهم 32914 ناخباً، وبلغت نسبة الاقتراع 56%، وأُلغيت 129 ورقة وتمّ تسجيل 117 ورقة بيضاء. وقد حصد النائب بطرس حرب 17733 صوتاً، في مقابل 17541 للنائب عن كتلة القوات اللبنانية، طوني زهرا. أما باسيل فنال 14267 صوتاً، وتلاه فايق يونس بـ13132 صوتاً.

عليه، يتضح أنه وفقاً لهذه الأرقام، فإن حرب المدعوم في حينه من القوات وزهرا بالتضامن مع الكتائب، كانوا القوة الأكثر تأثيراً، فيما كان تحالف المردة ـ التيار الوطني الحر الأضعف. حالياً، تغيرت الاصطفافات، ومع تقدّم التحالف بين التيار والقوات، فإن حرب بات الحليف الأساسي للمردة هناك، بينما يبقى الموقف الكتائبي ضبابياً، في انتظار حسم تركيبة القانون الجديد.

أهمية قضاء البترون تنبع من كونه "خطّ تماس"، بين منطقة جبل لبنان وباقي المناطق الشمالية المسيحية، ولئن كان تحالف التيار والمردة قد عبّد الطريق أمام ما هو متعارف عليه بـ"إلغاء الحدود بين المحافظتين"، التي كرّستها مجزرة إهدن في 13 حزيران 1978، ثم تحوّل القضاء إلى مركز للجيش السوري أثناء الحرب اللبنانية (1975 ـ 1990)، إلا أن "الانفتاح" بين المحافظتين دونه عقبات.

بالنسبة للشماليين، وتحديداً سليمان فرنجية وسمير جعجع، فإن أهمية البترون توازي أهمية بشرّي لجعجع وزغرتا لفرنجية، وإذا ارتضيا التنافس بينهما على القضاء، فإن ذلك لا يعني "السماح" بوجود طرف ثالث مؤثر، ولو كان مدعوماً من رئيس الجمهورية، العماد ميشال عون.

الحساسية الشمالية هناك، تُشابه حساسية أقضية جبيل وكسروان والمتن لبعضهم البعض. بالتالي فإن التيار الوطني الحرّ في البترون لعب في انتخابات 2005 و2009 من دون إزعاج فرنجية، أما حالياً، فإن إسراع جعجع بتسمية فادي سعد، الآتي من الوسط البتروني، من بلدة جران، بديلاً لزهرا ابن كفيفان، المنكفئ عن الترشح، جعل باسيل وخلفه التيار، في مأزق. ذلك لأن العرف البتروني يقضي برتشيح شخص من الجرد وآخر من الساحل والوسط معاً.

وزير الخارجية كان قد سبق له أن وعد بترشيح شخص من جرود البترون، في مقابل ترشيحه هو بالذات عن الساحل، لكن خطوة جعجع على طريقة "الأمر لي"، وضع باسيل في موقع صعب: عليه إما التنازل عن ترشيحه مقابل الايفاء بوعده في ترشيح شخص من الجرد، وإما أن يترشح هو مع سعد، تاركاً الجرد من دون مرشح، ما يعني فوز كاسح لحرب هناك، وإما نقل مقعد ماروني من طرابلس أو البقاع الشمالي إلى البترون.

الخيار الأخير سيكون مزعجاً، لأنه في حال تمّ نقل مقعد جديد للبترون، فإن الكتائب ستعود للمنافسة، سواء عبر النائب سامر سعادة أو شخص آخر. في كل الحالات تبقى الأمور مزعجة لباسيل تحديداً.

انتقال عملية اختيار "الطرف الثاني" في القضاء من زغرتا إلى بشرّي، كرّس الحدود المرسومة بين الشمال والجبل، خصوصاً أن التيار غير قادر على اللعب بمفرده، كما في كسروان وجبيل، والانصياع لشروط جعجع او فرنجية، يجعله متمماً لمسار نيابي رسّخته انتخابات ما بعد اتفاق الطائف، في 1992 و1996 و2000 و2005 و2009.

كما ان عدم قدرة التيار على اللعب براحة في البترون، سيجعله مكبّلاً في الكورة وزغرتا وبشرّي وصولاً إلى طرابلس وعكار.

وهو ما يعني أن تغيير القانون الانتخابي بما يجعل من القضاء على صلة مع أقضية أخرى، سيكون المفتاح الوحيد للتيار لكسب مقعد باسيل. اما غير ذلك، فإن كل استطلاعات الرأي، رغم جديتها وصدقها، فقد تضمحلّ في يوم الانتخاب، لصالح لحظويات انفعالية تُطيح بكل شيء، بما فيه تمثيل تيار رئيس الجمهورية في بوابة الشمال.



يطلق موقع EkherElAkhbar صفحته الانتخابية المتخصصة وذلك لتغطية الاستحقاق المقبل، وتتضمن الصفحة اخباراً انتخابية ومقالات ودراسات واحصائات اضافةً لمقابلات وتغطية النشاطات الانتخابية.

للتواصل معنا : [email protected]


يلفت موقع "اخر الاخبار" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره