قنبلة جنبلاط... صالحة للإستعمال؟!

محلي
16-1-2017 |  08:14 AM
قنبلة جنبلاط... صالحة للإستعمال؟!
4811 views
al diyar Source:
-
|
+
انسحاب النائب وليد جنبلاط من تفاهمه مع تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية، على قانون جديد للانتخابات النيابية قائم على نظام مختلط بين النسبي والاكثري، 68 اكثري و60 نسبي، اعاد البحث في قانون جديد الى نقطة الصفر، واحرج حليفيه الانتخابيين سعد الحريري وسمير جعجع، اللذين وقفا على خاطر جنبلاط، واكدّا انهما يرفضان اي قانون لا يراعي الخصوصية الدرزية التي يمثّلها جنبلاط صاحب الاكثرية الشعبية في الوسط الدرزي، وكانا يسعيان الى تزويج قانونهما المتفق عليه مع جنبلاط، مع قانون رئيس المجلس النيابي القائم ايضاً على نظام مختلط، 64 اكثري و64 نسبي، مع او بدون تأهيل اكثري على مستوى الطوائف والمذاهب.
المستغرب في موقف جنبلاط، صدوره، بعد تصريحات لجعجع تؤكد ان لبنان مقبل على انتخابات نيابية وفق قانون جديد، وان لا عودة لقانون الستين، الذي عاد جنبلاط وتمسّك به، وشكّل لجنة من النواب مروان حماده وغازي العريضي ووائل ابو فاعور، للاتصال بالكتل النيابية، وابلاغها بالموقف الجديد لزعيم المختارة، دون ان يعرف بعد ما اذا كان قد تشاور مع حليفيه في موقفه، او انه تصرّف منفرداً لرفع سقف مطالبه، بعدما شعر بان هناك نيّة لاستبعاده عن القرارات التي ينوي العهد والحكومة اتخاذها في المستقبل القريب، مثل ملء الشواغر الادارية والامنية والعسكرية للفئة الاولى والثانية، بمعزل عنه، وليس مستبعداً ان يكون موقفه «المفاجىء» رسالة الى من يعنيهم الأمر، «بأنني هنا» وسوف اذهب « الى الآخر» بما فيها خطوة الانسحاب من الحكومة، ربما، وخلق مشكلة مع العهد، او انه يطلب ثمناً لتراجعه عن موقفه، لا يقلّ عن احترام واضح للخصوصية الدرزية التي تمثلّها اكثريته الشعبية، ويكون شريكاً كاملاً في الحكم يؤخذ رأيه في الاعتبار في القضايا والقرارات الرئيسة، لا ان تكون وقفاً على اشخاص معيّنين او كتل معيّنة، وليس مستغرباً ان يكون لنواب اللقاء الديموقراطي مواقف خاصة في جلسات مجلس النواب هذا الاسبوع، بما يمكن ان يكشف عن توجّه جنبلاط عموماً.
****
اهميّة موقف جنبلاط، انه جاء على ابواب الاستعداد لنسج التحالفات الانتخابية التي قد تجري في موعدها المحدد وفق قانون الستين الذي يصرّ عليه جنبلاط، او قد تؤجل لأمد معيّن، في حال اسقط نهائياً قانون الستين المعدّل، ولم يأخذ العهد وحكومته بمطالب جنبلاط، والاصرار على النظام النسبي الكامل او المختلط، والسؤال، هل ينسج النائب جنبلاط تحالفاته الانتخابية في الشوف وعاليه وبعبدا والبقاع الغربي، بمعزل عن عدم قبوله بالقانون الجديد، او انه يرفع السقف الى اعلاه، ويمتنع عن المشاركة في الانتخابات، مستعيداً بذلك خطوة المكوّن المسيحي الاعتراضية في رفض انتخابات العام 1992 وعدم المشاركة بها في مختلف المناطق، وهل يمكن للرئيس العماد ميشال عون، وحليف جنبلاط رئيس الحكومة سعد الحريري، ان يتحمّلا غياب مكوّن اساسي من مكوّنات هذا الوطن في اول استحقاق لهما بحجم استحقاق الانتخابات النيابية.
كلّها اسئلة مشروعة للطرح والمناقشة، بعد قنبلة جنبلاط الصالحة للاستعمال في التوقيت الذي يراه مناسباً جنبلاط في الزمان والمكان الملائمين.

الكاتب:فؤاد ابو زيد

محلي

يلفت موقع "اخر الاخبار" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره