ماذا يستهدف أردوغان من عملية درع الفرات في «جرابلس» السورية؟

عربي ودولي
24-8-2016 |  06:10 PM
ماذا يستهدف أردوغان من عملية درع الفرات في «جرابلس» السورية؟
2375 views
Source:
-
|
+
بدأت القوات التركية، اليوم الأربعاء، عملية عسكرية كبيرة لضرب تنظيم "داعش" وطرده من مدينة جرابلس الواقعة على الحدود السورية التركية، ضمن عملية أطلقت عليها أنقرة اسم "درع الفرات".

ولكن يظهر في الأفق عدة تساؤلات يجدر الإجابة عنها لتوضيح أهمية مدينة جرابلس وموقعها، فالمدينة واقعة بين ثلاث فاعليات يرى كل واحد فيها أهمية قصوى للمدينة لا بد من السيطرة عليها.

قالت صحيفة "هافنجتون بوست" الأمريكية: إن "أهمية هذه المدينة بالنسبة لتركيا تكمن في أنها تقع على آخر منفذ حدودي داخل الأراضي السورية، كما أن سيطرة "داعش" عليها واستخدامها كمنطلق لهجماتهم على الأراضي التركية تسبب بإلحاق ضرر بالمدنيين وجعلها مصدر قلق لأنقرة، ودفعها إلى أن تعلن اليوم، عن عملية تطهير للمدينة من مقاتلي التنظيم، عبر قصف مدفعي وجوي ومساندة قوات من الجيش السوري الحر تنوي دخول المدينة.

وتقع "جرابلس" شمال شرق حلب وتتمركز على الضفة الغربية لنهر الفرات، وتبعد مسافة 54 كيلومترًا إلى الشرق من بلدة الراعي الحدودية، التي انتزعت قوات المعارضة السيطرة عليها من مقاتلي التنظيم مؤخرًا.

فمن جانب "داعش" الذي يسيطر على المدينة منذ بداية العام 2014، يرى فيها خاصرة مهمة لمعاقله بريف حلب الشرقي ومعاركه بريف حلب الشمالي.

والطرف الآخر - "الوحدات الكردية" التي ترجع أهمية المدينة لنيتها توسيع نطاق إقليمها الكردي غربًا باتجاه عفرين، إذ دفعت هذه الأهمية فصائل من المعارضة وقوات كردية إلى التسابق للسيطرة عليها، وكلا الطرفين تمكّنا في الآونة الأخيرة من السيطرة على مناطق استراتيجية قريبة منها بعدما طردا مقاتلي تنظيم "داعش"، وسيطرت المعارضة على بلدة الراعي، بينما سيطرت القوات الكردية على مدينة منبج التي تقع على بعد 30 كيلومترًا إلى الجنوب من جرابلس.

ترى تركيا أن السيطرة على مدينة جرابلس من قبل القوات الكردية خطًا أحمر بالنسبة لها، وستبذل ما بوسعها لمنع حدوث هذا، إذ تعتبر الحكومة التركية أن سيطرة القوات الكردية على الحدود السورية تهديد للأمن القومي، وفي حال سيطرت قوات المعارضة على مدينة جرابلس سيؤدي ذلك إلى إعاقة محاولة القوات الكردية وصل مناطقها في الشمال والشمال الشرقي لسوريا مع منطقة عفرين في الشمال الغربي بهدف تشكيل إقليم "روج آفا" أو ما يعرف بغرب كردستان.

من جانبه قال نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورطولموش، أمس الثلاثاء: إنه "لا يمكن لتركيا أن تقبل سيطرة حزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي في سوريا المرتبط بحزب "العمال الكردستاني" في تركيا على الحدود السورية التركية البالغ طولها 911 كم".

وأضاف "قورطولموش" أن بلاده تراقب عن كثب التطورات على خط مدينة جرابلس، مشيرًا إلى أن بلاده لا يمكن لها أن تبقى مكتوفة الأيدي تجاه التطورات التي تعني المرحلة النهائية لإلغاء وحدة التراب السوري وتشكيل دولتين و3 في سوريا، لافتًا إلى متابعة بلاده لتلك التطورات لحظة بلحظة.

وتنظر أنقرة بقلق إلى أي محاولة من أكراد سوريا لتشكيل وحدة جغرافية ذات حكم ذاتي على طول حدودها، ولذلك تحرص الحكومة التركية على منع تقدم قوات "سوريا الديمقراطية" من منبج إلى جرابلس وتسعى لمنع القوات الكردية من التمركز بشكل أكبر على الحدود.

عربي ودولي

يلفت موقع "اخر الاخبار" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره