أين نحن؟ وأين العالم؟ تغيُّرات هائلة... والحكومة غافلة

محلي
18-8-2016 |  12:08 PM
أين نحن؟ وأين العالم؟ تغيُّرات هائلة... والحكومة غافلة
963 views
alanwar Source:
-
|
+
إذا نظر اللبناني، نظرة بانورامية، إلى ما يجري حوله، لتوقف ساخراً: 
كل هذه التغيرات والتبدلات تجري من حولنا فيما حكومتنا تُغرق الشعب بمكب نفايات أو باختناق سير! 
*** 
العالم من حولنا يتبدَّل بشكل سريع ومريع: 
قبل 37 عاماً، تفرَّجت الولايات المتحدة الأميركية على سقوط شاه إيران وعلى عودة الإمام الخميني إلى إيران، وتُظهر الوثائق عن تلك المرحلة والتي كُشِف النقاب عنها، سواء في واشنطن أو في لندن، إنَّ أميركا تصرَّفت وفق خطة لتكون عودة الإمام الخميني سداً منيعاً في وجه تمدد الإتحاد السوفياتي في المنطقة. 
اليوم الإتحاد السوفياتي سابقاً، روسيا اليوم، في قلب إيران، وتحديداً في قاعدة همدان الإيرانية، وسط منابع النفط، وهي تنشر فيها طائرات عسكرية حديثة وصواريخ استراتيجية. والمفاجأة الهائلة في الموضوع إعلان واشنطن أنَّها كانت على علم بقيام روسيا بهذه الخطوة، ليس من اليوم بل من العام الماضي.

*** 
قبل 37 عاماً، كانت واشنطن تريد لطهران أن تقف سداً منيعاً في وجه موسكو، ولو من خلال إسقاط الشاه وعودة الإمام الخميني، اليوم واشنطن وموسكو يتفاهمان على النفوذ حتى ولو كانت موسكو في قلب قاعدة عسكرية إيرانية، وتقول إيران بلسان أمين مجلس الأمن الإيراني علي شمخاني إنَّ التعاون بين طهران وموسكو استراتيجي لمكافحة الإرهاب في سوريا... 
يحدث كلُّ هذا فيما نحن في لبنان نتلهَّى بمكب النفايات والتلزيمات التي تشوبها عيوب السمسرات والتنفيعات. 
*** 
يتغيَّر العالم من حولنا بشكل سريع وكبير: 
موسكو في قلب إيران وفي قلب سوريا من خلال قاعدتين عسكريتين كبيرتين: 
الأولى بحرية في طرطوس، والثانية جوية في حميميم. واشنطن تنسِّق الأمر مع روسيا. إنها عملية تنظيم وانتظام للمنطقة. 
والمنظِّمون لا وقت لديهم للبنان في المرحلة الحالية، لذا فإنَّ أيَّ حديثٍ عن إعادة ترتيب الوضع في لبنان، هو من قبيل ذر الرماد في العيون، فلا ترتيب ولا مَن يُرتِّبون. 
نقول هذا الكلام علَّ بعض المسؤولين عندنا يتواضعون في عنترياتهم ويخففون من تحميلهم أعباء للأجيال المقبلة: 
تقشَّفوا... أوقفوا الصرف، لقد أفلستم جيل اليوم، وها أنتم تمدون أيديكم إلى جيوب الأجيال المقبلة. 
البلد يضج بأخبار السمسرات والهدر والفساد، تُرى ألا تشبعون؟ 
وحتى الأمور التي بالإمكان الإستغناء عنها، لماذا لا تخففون من الصرف عليها؟ 
فعلى سبيل المثال لا الحصر، رئيس الحكومة تمام سلام يستعد للسفر إلى نيويورك في الشهر المقبل للمشاركة في أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة، كما لديه زيارة ثانية لغير نيويورك. أليس بالإمكان تكليف رئيس بعثة لبنان في نيويورك تمثيل لبنان في هذا الموعد السنوي؟ 
أليس ذلك أفضل من سفر وفد فضفاض يُكبِّد خزينة الدولة أعباء طائلة من دون نتيجة ومن دون مردود سياسي أو دبلوماسي؟

الكاتب: الهام فريحه

محلي

يلفت موقع "اخر الاخبار" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره