البلديات ليست آخر الدنيا... فماذا بعدها؟

محلي
23-5-2016 |  09:58 AM
البلديات ليست آخر الدنيا... فماذا بعدها؟
983 views
alanwar Source:
-
|
+
الأحد المقبل تُطوى صفحة الإنتخابات البلدية والإختيارية في كل لبنان والإنتخابات النيابية الفرعية في جزين لتثبت ان المواطن اللبناني متعلَّق بالديمقراطية أيا تكن الظروف والاعتبارات وأن وزير الداخلية نهاد المشنوق نجح نجاحاً باهراً في ادارة العملية الانتخابية بأعلى درجات الحياد والنزاهة.

عظيم، إنتهت الانتخابات البلدية، وصار لدينا نحو 1200 مجلس بلدي جديد في كل لبنان، الآن يبدأ العمل وليس الآن ينتهي:

على البلديات الجديدة ان تهتم بأكثر من بناء مجلس بلدي.

على البلديات الجديدة ان تهتم بالدرجة الأولى بمعالجة معضلة النفايات، إما على مستوى كل بلدة وحدها وإما من خلال تجمع بلدات وإما من خلال اتحادات البلديات، فقد اثبتت أزمة النفايات ان البلديات لم تكن جاهزة للمعالجة، وهذا الخطأ يجب الا يتكرر، خصوصا انه كان من نوع الأخطاء المميتة.

 على البلديات ان تهتم بالبنى التحتية، فلا تُنجز العمل اليوم لتعود وتبدأ بالأشغال من جديد، وفق ما هو حاصل في بعض مناطق العاصمة وفي الحازمية مثلا، على البلديات ان تعالج مسألة المولَّدات الخاصة، فيتم تنظيمها وفق قدرة المواطن وليس وفق جشع البعض.

على البلديات ان تضع خططا ليس ليوم بل لشهور او سنوات، فلا تكون البلديات عبئا على الناس بل تكون عوناً لهم.

 ومن البلديات الى الانتخابات النيابية الفرعية: صحيح ان عقد مجلس النواب عاد واكتمل بعودة العدد الى 128 نائبا، ولكن ما الجدوى اذا كان النواب الثمانية والعشرون غير قادرين على انتخاب رئيس جديد للجمهورية؟

يقود هذا السؤال الى الاستنتاج ان المعطيات تؤشر الى ان انتخابات الرئاسة ليست في القريب العاجل، على رغم كل محاولات التقارب والتقريب الاجتماعية والسياسية، ففي نهاية المطاف ان القطبة المخفية لانتخابات الرئاسة اللبنانية ليست في مكان في لبنان، ديبلوماسي أو غير ديبلوماسي، بل هي في عواصم لم تُفرج عنها حتى الآن.

 والى ان تتم عملية الافراج، فإن لبنان سيبقى في قبضة الظروف الاقليمية والدولية التي لم تُفرج عن الرئاسة حتى الآن.

مع ذلك فهناك مخاطر جمة على لبنان، وهذه المخاطر يبدو انها تتخذ دائرة الاتساع انطلاقا من المعطيات الرقمية القائمة:

من هذه المعطيات ان الأضرار التي لحقت بلبنان من جراء النازحين السوريين، قدّرها البنك الدولي بنحو 17 مليار دولار.

إذا ما أضيفت قيمة هذه الأضرار الى ما يعاني منه لبنان من ديون فإن لبنان يرزح تحت عبء مئة مليار دولار، فأيُّ حاضر نعيشه وأي مستقبل؟

 يسابق لبنان الوقت، وربما لهذا السبب رئيس الحكومة تمام سلام في تركيا للمشاركة في القمة الإنسانية العالمية في اسطنبول، وسيطرح موقف لبنان من عبء النازحين، ولكن هل كثرة المؤتمرات تكفي؟

حتى الآن ليس هناك ما يدعو الى التفاؤل خصوصا ان الازمة السورية تستفحل فيما القدرة اللبنانية تنحسر.

الكاتب: الهام فريحه

محلي

يلفت موقع "اخر الاخبار" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره