مخاتير بيروت: مطبّات توزيع الحصص

محلي
30-4-2016 |  10:32 AM
مخاتير بيروت: مطبّات توزيع الحصص
1637 views
Assafir Source:
-
|
+
يُدرك طبّاخو اللوائح البلدية لا سيما تلك المنكّهة سياسياً أنّ سعد الحريري راح بعيداً جداً في تنازلاته لتشكيل لائحة بيروت، ليس فقط حين رتبّ الجناح المسيحي للمجلس البلدي، ولكن أيضاً ضمن البيت المذهبي الواحد، السنيّ.
اضطر الرجل الى مسايرة العديد من مفاتيح العاصمة، تلك المعروفة وتلك الممسكة ببعض شوارع العاصمة، خشية منه على رصيد اللائحة حين تقف أمام اختبار الصناديق، ليس خوفاً من الخسارة بقدر ما هو سعي لرفع نسب الإقبال على الاقتراع، والحؤول دون حصول المقاطعة.
وحده «حزب الله» اختار البقاء خارج جنّة بلدية العاصمة مع أنّه وقف في الاستحقاق الماضي في صفوف المقاطعين التزاماً منه بقرار التيار الوطني الحر. بالأمس جلس العونيون على طاولة واحدة مع الزرق، بينما استمرّ «حزب الله» مغرداً خارج السرب.
ولكن هذا لا يعني أبداً أنّ تيار «المستقبل» قرر التفريط بقرار المجلس البلدي وتوزيع حصصه بمثابة هدايا على شركائه «الافتراضيين» على طاولة البلدية. يكفي فقط تشريح أسماء المرشحين المسيحيين والذين تولت القوى المسيحية الأساسية في العاصمة أي «التيار الوطني الحر»، «القوات»، «الكتائب»، الوزير ميشال فرعون والمطران الياس عودة، تسميتهم، لكي تظهر بصمات الحريريين خلف العديد من هذه الأسماء حتى وإن حملت «يافطات» أخرى.
يردد المطلعون على سير المفاوضات أنّ «السيناريو» المعتمد في هذا الشأن هو قيام «تيار المستقبل» بـ «دفش» بعض الشخصيات المسيحية، وتحديداً الأرثوذكسية الى صالون المطران طلباً لبركته، فيقوم الأخير بتزكية بعض هذه الأسماء، التي حين تأتي ساعة «التقريش» السياسي فتحسب هذه الحصة من حساب المطرانية، ولكن هي فعلياً من «الكوتا الزرقاء».
وانطلاقاً من هذا التقاطع المموّه، بدت حصة «البرتقاليين» في مجلس بلدية العاصمة موضع أخذ ورد. وصل الأمر بنائب رئيس «التيار» نيكولا صحناوي إلى حدّ التأكيد أنّ الحصة ثلاثية، بينما يجزم العارفون أنّ جو طرابلسي وحده يمثل «التيار» في المجلس. اذ تبين أن المرشح الكاثوليكي الذي يعتقد بعض العونيين أنه من حصتهم، وهو مقرّب من «التيار»، أن الوزير ميشال فرعون هو من تولى تسميته، ولذا أبدى الوزير البيروتي امتعاضاً وصلت أصداؤه الى الرابية إثر تسرّب أخبار تفيد أن سليمان جابر من حصة «التيار».
أما وقد انتهت مفاوضات البلدية فإنّ المشاورات حول مخاتير العاصمة، وتحديداً الدوائر المسيحية، (الأشرفية 12 مختاراً، الصيفي 4 مخاتير، والرميل 12 مختاراً)، لا تقلّ صعوبة.
في المبدأ، كان يفترض أن ينحصر التفاهم بالخماسي الذي تولى تقاسم حصص المجلس البلدي، الا أنّه يبدو أنّ لاعباً إضافياً انضم الى طاولة المشاورات وهو رجل الأعمال أنطون الصحناوي الذي يملك بعض النفوذ في المنطقة. وثمة من يقول إنّ «القوات» هي التي تضع الصحناوي في الواجهة كي تكبّر من حصتها تحت عنوان الشريك السادس.
هكذا بدأت مسيرة المفاوضات، على أن يحصل «التيار الوطني الحر» وحلفاؤه أي الطاشناق على نصف المخاتير في كل دائرة، أي 6 في الأشرفية و6 في الرميل و2 في الصيفي، وتنال «القوات» وحلفاؤها النصف الآخر. وحتى الآن، برزت العقبات الآتية:
ـ تشكو «القوات» من ضغط حلفائها بسبب عدم قدرتها على توزيع الحصة في ما بينهم بحجة محدودية العدد.
ـ إشكالية بين الكتائب والقوات، حيث تصرّ الصيفي على أن تكون حصتها مختاريْن، فيما تعرض معراب مختاراً واحداً في كل دائرة.
ـ الخشية من التشطيب حيث يسود الحذر بين القوى المتفاهمة، خصوصاً أنها المرة الأولى التي تتعاون فيها مع بعضها ولم يسمح لها الوقت باختبار عمل الماكينات الانتخابية بشكل مشترك.
وبهذا يكون للاستحقاق اتجاهان:
ـ الأول هو اتجاه الكتائب الى الخروج من الائتلاف لتشكيل لوائح منفصلة وقد اشتمّ البعض من سلّة الترشيحات التي قُدمت في اللحظات الأخيرة قبل إقفال باب الترشح رسالة قد تكون الصيفي في وارد إرسالها، وهي نيّتها بتشكيل لوائح مستقلة بالتفاهم مع عائلات المنطقة.
ـ الثاني البقاء على طاولة المفاوضات لتأتي سلّة المخاتير على شاكلة سلّة المجلس البلدي، مع العلم أن بعض العائلات يهدّد بتشكيل لوائح مستقلة بسبب ضيق الوقت وعدم جهوزية الماكينات الانتخابية الحزبية.

الكاتب : كلير شكر 
 

محلي

يلفت موقع "اخر الاخبار" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره