سلام: مشاركة "حزب الله" بالقتال في سوريا لا يتماشى مع سياسة الحكومة

محلي
07-2-2016 |  09:18 AM
سلام: مشاركة "حزب الله" بالقتال في سوريا لا يتماشى مع سياسة الحكومة
535 views
Source:
-
|
+
لفت رئيس مجلس الوزراء تمام سلام الى أنه يشعر في كثير من الأحيان بأنه وحيد "لا بل عاجز عن القيام بالكثير من المستلزمات لصمود البلد"، نافيا أن "يكون هناك برود أميركي تجاه لبنان، ومساعدة وزير الخارجية الأميركي آن ريتشارد أبلغتنا بأن حصة لبنان من المساعدات الأميركية تفوق حصة الأردن وحصة تركيا، وأنهم مهتمون كثيرًا بلبنان"

أكد سلام في حديث لصحيفة "الشرق الأوسط" أن علاقة لبنان بالسعودية عميقة وتاريخية وهي دائما على أفضل وجه وعلى أحسن حال"، لافتا إلى أنه لا يوفر مناسبة إلا ويعمل فيها على تعزيز هذه العلاقة". 

وأضاف سلام "وطبعًا لا أوفر مناسبة إلا وأذكر ما للمملكة على لبنان من أفضال كثيرة، وفي مناسبات ومحطات كثيرة، وفي كل مناسبة نعجز عن شكر المملكة على ذلك. ونتمنى أن تستمر العلاقة وتستمر الصداقة".

واستبعد زيارة إيران، ونفى أن يكون تجنب لقاء وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في مؤتمر لندن، لافتا الى انه لم يكن هناك أي ترتيب لذلك. 

ولم يرد موضوع اللقاء، فضلاً عن أن وقتنا خلال النهار كان مضغوطًا جدًا. الى أنه "عندما يكون الوقت مناسبًا سيقوم رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو بزيارة لبنان".

وأعرب عن ترحيبه بـ"أي دولة تريد أن تساعد لبنان وتساهم في مناعته وتعزيزه اقتصاديًا وإنتاجيًا دون مقابل ولا حواجز على ذلك. ومن البديهي القول إن هذا يجب أن يتم من دون مقابل، وتم هذا مع دول كثيرة، إذ له علاقة بسيادة البلد واستقلال لبنان وكل مستلزمات الدول التي تحترم نفسها. وأي مشروع مرحب به من إيران أو من غير إيران إذا كان فيه إفادة للبنان".

وردا على سؤال عمّا إذا كانت تشعر حكومة لبنان بالإحراج من مشاركة "حزب الله" في القتال في سوريا، قال: "هذا موضوع لا شك أن له ملابساته ولا يتماشى مع سياسة الحكومة التي تم الاتفاق عليها من كل القوى السياسية وبمشاركة حزب الله، وهي النأي بالنفس، وقلنا في مناسبات كثيرة إننا نسعى دائمًا إلى أن يتم وضع حد لهذا الأمر كي يصب في سياسة لبنان، وسنستمر في سعينا"، مشيرا الى "أننا لم نتمكن حتى اليوم من حل هذا الموضوع، ولكن لن نتوقف عن السعي".

ورأى أن "الاتهامات الدائرة بين وزارة المالية وبعض المسيحيين عابرة، فنحن متمسكون بالمناصفة ما بين المسيحيين والمسلمين، ونحن متمسكون بهذه المعادلة وأعتقد أن الجميع حريص عليها، وليس من المفيد إثارة هذا الشأن وهو في غير محله"، مشيرا الى أنه "لم يتمكن من حل مشكلة مشاركة "حزب الله" في الحرب في سوريا. لكن لن نتوقف عن السعي".

وأكد أن "جيشنا والقوى الأمنية في مواجهة مع الإرهاب ومع أعداء لبنان وفي مقدمها إسرائيل، وأي مساعدة تأتي لجيشنا ولقوانا الأمنية، أيضًا غير مشروطة ومن دون مقابل، نرحب بها إن كانت من إيران أو من غيرها"، مشددا على أن "لا شيء يمنع الجيش من دخول عرسال، ولكن هناك أبناء عرسال. إن دخول عرسال سيكلف أثمانًا باهظة. أما مواجهة "داعش" و"النصرة" فوق التلال المحيطة بعرسال، فرغم التداخل الذي يفرضه وجود 120 ألف لاجئ سوري مقابل 35 ألف لبناني هم أهل عرسال، فإنه رغم كل شيء يقوم الجيش بما عليه القيام منه، ويواجه يوميًا وسوف يستمر طالما أن الجهات الإرهابية والقوى المتطرفة مصممة على إقلاق وضعنا على تلك الحدود".

وأضاف: "اليوم نحن متأكدون من أن الجيش مؤسسة قوية ومتماسكة وتقوم بواجباتها في مواجهة هؤلاء الأعداء، وأيضًا في السيطرة على الوضع الأمني داخل البلاد"، مشيرا الى أن "قيادة الجيش تقوم بواجباتها في جمع الكلمة وتوحيد الصفوف، ولم نلمس كما لم يحدث أي أمر، يدل على أنه، ستكون هناك انتكاسة أو ضعف داخل صفوف الجيش، بل على العكس كل ما يظهر هو المزيد من الصمود والمناعة والقوة داخل الجيش".

وأكد أنه "يجب علينا أن نسعى إلى انتخاب رئيس للجمهورية إذا أردنا الحفاظ على النظام"، معتبرا أن "الصراع السياسي يضعف الدولة ويمهد لدويلات"، مستبعدا "دخول لبنان في أزمة مالية كتلك التي عصفت باليونان وإلى اليوم اتخذت بعض الإجراءات، وتم اعتماد بعض القوانين التي عززت وضعنا"، ويدافع عن القطاع المصرفي فيقول: "نعول عليه، بل تعول عليه دول العالم وسندافع عنه، رغم أن مشكلة عدم انتخاب رئيس للجمهورية تقض مضجعه".

وشدد سلام على أن "مواقف وزير الخارجية جبران باسيل التي تم الحديث عنها وكانت اتخذت في إطار مؤتمر وزراء الخارجية العرب في القاهرة، وفي مؤتمر التعاون الإسلامي في جدة، ونشأ عنها بعض التباينات والتأويلات، لا شك أنه جرى فيها بعض التباين وبعض الاختلاف بيني وبين الوزير والقوى السياسية في لبنان، ولكن نأمل أننا تمكنا من تصويب بعض هذا الأمر ونأمل ألا يتكرر ولا نقع في المحظور"، معتبرا أن "تفسير ما هو وارد في بيانات الحكومة وما ليس واردًا في البيانات أمر يمكن أن يتم التعامل معه بأشكال مختلفة".

وردا على سؤال حول اغلاق حدود لبنان أمام تدفق المزيد من اللاجئين السوريين، أوضح سلام أن "هذا أمر تم منذ سنتين، عندما أخذ التدفق حجمًا لم يعد لدينا القدرة على التعامل معه، فكان قرار الحكومة واضحًا انه باستثناء حالات إنسانية خاصة يجب العمل على الحد من المزيد من التدفق، فضلاً عن أن المناطق السورية المتاخمة للبنان كانت قد هُجرت بأكملها، فلم يعد هناك إلا من يريد الإتيان من مناطق بعيدة"، لافتا الى أن "هاجس أي مسؤول وفي أي بلد هو أن يعمل على ما يساعد شعبه على العيش بكرامة وبراحة وبإنتاجية وتقدم. هذه مسؤوليات أي مسؤول في أي دولة كانت. تأتي أمور وقضايا قد تزعزع هذا الواقع، عندها يتوقف على كل مسؤول في بلده أن يدرك ما هي الطريقة الأفضل والأمثل لمعالجة ذلك".

وحول اطلاق سراح الوزير السابق ميشال سماحة قال سلام: "هذا موضوع بين يدي القضاء، وهو أيضًا موضوع يخضع إلى مشاعر وأحاسيس داخل لبنان تتعلق بالإرهاب وبمن شارك في الإرهاب، وبإقلاق الوضع في لبنان"، معتبرا أن "القرار الذي صدر لم يفِ هذا الأمر حقه على مستوى معاقبة من شارك في هذا الإرهاب، لكن يبقى الموضوع بين يدي القضاء، ونأمل أن يتم بته بأسرع وقت ليعطى كل ذي حق حقه".

وأعرب عن أسفه لأنه "في ظل الصراع السياسي، تعتبر كل جهة أن لها مكانها ولها قولها ولها حصتها، وينعكس ذلك على إضعاف الدولة اللبنانية إفساحًا في المجال أمام الدويلات الأخرى وهذا شيء مؤسف ومحزن جدًا"، وردا على سؤال حول "من يضحك على من؟ ومن يتسلى بمن في الحكومة وداخل البرلمان؟"، اعتبر أن "الكل يضحك على الكل والكل يتسلى بالكل، والكل مع الأسف بوصلته أو توجهاته مبنية على مصالحه وعلى نفوذه وعلى ما يكسب من هذا أو من ذاك المشروع، وهذا للأسف لا يساعد على وحدة الموقف ووحدة الرأي داخل الحكومة الائتلافية".

ولفت سلام الى أنه  سيكون أمامنا امتحان قريب وهو الانتخابات البلدية، وإذا ما نجحت لا بد من أن تؤثر على قرارنا بالنسبة إلى انتخابات عامة التي تستحق بعد سنة وبضعة أشهر"، مشيرا الى أنه "لم يكن هناك من خيار آخر سوى التمديد لمجلس النواب مرتين"، متسائلا: "هل كان يفيد لبنان عدم التمديد والانهيار الكلي في ضوء غياب رئيس الجمهورية، وفي ظل غياب مجلس النواب؟ وهذه لم تكن المرة الأولى التي يُمدد فيها لمجلس النواب، جرى ذلك في الحرب".

وردا على سؤال حول خشيته من أن تتكرر تلك التجربة ويستمر هذا المجلس ورئيسه 20 سنة أخرى، شدد سلام على أن "المهم ألا ينهار لبنان. فاستمرار مجلس نواب لمدة 20 سنة منع انهيار لبنان وساعد على تحقيق اتفاق الطائف، ذلك أن أعضاء مجلس النواب ذاك، هم الذين اجتمعوا، والذين أقروا اتفاق الطائف"، موضحا أن "لكل حالة ظروفها، ولكل حالة طبيعتها واليوم الأمور تختلف عن سابقاتها، ونأمل ألا يستمر هذا التمديد وهذا الشغور".

محلي

يلفت موقع "اخر الاخبار" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره