المجهول اللبناني بين اللجوء والنزوح والإجراءات المالية

محلي
05-2-2016 |  09:30 AM
المجهول اللبناني بين اللجوء والنزوح والإجراءات المالية
897 views
alanwar Source:
-
|
+
الإنتخابات من جهة والإستطلاعات والبوانتاجات من جهة ثانية، خطان لا يلتقيان، فالإنتخابات شيء والإستطلاعات والبوانتاجات شيء آخر.

الإنتخابات إلزام والتزام دستوري للإستمرار في تداول السلطة، الإستطلاعات والبوانتاجات خيار غير ملزم، فيمكن أن تتحقَّق الإنتخابات معها ومن دونها.

عدم إجراء الإنتخابات يُحدِث فراغاً في السلطة كما هو حاصلٌ اليوم، لكن عدم إجراء الإستطلاعات والبوانتاجات لا يُقدِّم ولا يؤخِّر.

الإستطلاعات والبوانتاجات هي بدل عن ضائع إسمه صندوقة الإقتراع، فلماذا القيام بها طالما الصندوقة موجودة؟

كيف يكون الناس ديمقراطيين إذا كانوا يؤمنون بالإستطلاعات والبوانتاجات ويخافون من الإنتخابات؟

إذا كانوا واثقين من أنفسهم ومن نتائج الأرقام التي تحملها إليهم الإستطلاعات والبوانتاجات فلماذا لا ينزلون إلى مجلس النواب ويترجمون ما تقوله لهم الأرقام؟

 في البلدان المتحضِّرة التي تؤمن بالديمقراطية يكون قرار الإنتخابات متخذاً، ثم تأتي الإستطلاعات لتُحدِّد المسار. لكن حين توضَع الإستطلاعات قبل الإنتخابات فهذا يعني أن هناك محاولات للتسلية بالديمقراطية وليس لممارسة الديمقراطية.

 هل فكَّر القيِّمون على السياسة بهذه المعطيات؟

هل ما زالوا يعتبرون أن الترف السياسي يمكن أن يؤدي إلى نتيجة؟

هل يعرفون ماذا يجري حولنا؟

هل يعلمون ماذا يُحاك لنا؟

إذا كانوا يعرفون ولا يتصرفون فتلك مصيبة، وإذا كانوا لا يعرفون فالمصيبة أعظم.

في الوقت الذي يتم فيه التلهي بالمماحكات الداخلية، تجري في عواصم العالم مخططات أقل ما يُقال فيها إنها ضد مصلحة البلد:

قبل الأزمة السورية، كانت قضية اللاجئين الفلسطينيين واحدة من القضايا التي تقضُّ مضاجع العهود والحكومات المتعاقبة، نصف مليون لاجئ من الأشقاء الفلسطينيين كانوا يُشكِّلون إرباكاً للبنانيين لجهة المخاوف من التوطين. الأمم المتحدة والهيئات الدولية كانت تتصرف وكأنَّ الفلسطينيين في لبنان باقون دائماً، في غياب حق العودة والقدرة على العودة ومنع العودة.

 اليوم، ومع وجود نصف مليون لاجئ فلسطيني، هناك مليون نازح سوري على الأقل، والمسألة لا تقف عند هذا الحد حيث أنَّ كلَّ المعطيات تُشير إلى أنَّ الأعداد ستزداد في غياب أيِّ حلولٍ ومعالجات، كما أنَّ النازحين الموجودين تجري محاولات لإبقائهم في لبنان، وهذا ما كشفته مداولات مؤتمر لندن الذي يشارك فيه لبنان.

ما يجري هو محاولة رشوة لبنان بمقايضة المساعدات التي تُعطى له بالسماح للنازحين السوريين بالعمل في المهن المحصورة باللبنانيين، إذا مرَّ هذا الأمر، فعلى فرص العمل السلام خصوصاً بالنسبة إلى الشباب اللبناني.

هذه واحدة من التحديات التي يواجهها لبنان، أما التحدي الكبير أيضاً فهو ما يُحاك للبنان لجهة قطاعه المصرفي، وهذا ما يحاول تداركه من خلال زيارة وفد رفيع، برلماني ومصرفي لواشنطن.

 التحديات كبيرة، وليس إستحقاق الإنتخابات الرئاسية سوى واحد منها.


الكاتب: الهام فريحه

محلي

يلفت موقع "اخر الاخبار" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره